[COLOR=#090902][B][SIZE=5][FONT=Arial]في بعض أيام السنة تتجمع الأسرة بجميع أفرادها حسب شجرة العائلة في مكان واحد .وكم أحب جلسات التحلق حول كبار السن أهل الحكمة والتجارب ..من عركتهم السنين الطويلة فاصبحو مورد العقل والرأي السديد الذي نحتاجه في هذه الحياة التي قد تسرقنا بمغرياتها وملهياتها الكثيرة ..مما يجعلنا نتسرع في الحكم أو في اتخاذ القرار الذي قد نندم عليه لاحقا
وفي احد التحلقات حول حواء بدت عليها علامات السنين عمرا وتجاربا ــ جدتي ــ تجاذبنا أطراف أحاديث كثيرة منها الخاص ومنها العام استوقفتني هذه الحكاية .. التي كانت بداية خيوطها أحاديث زوجات عن صفات عديدة لأزواج لا يستطيع الزمان إصلاحهم فأصبحت الحياة مستحيلة لا مفتاح لها ...!!!
عندها انبثقت الحكمة بقصة بسيطة من حواء الجدة قائلة : كل مفاتيح الحياة الزوجية بأيديكن أيتها الشابات الم تسمعن بقصة ( مروضة الأسد ) ..؟؟؟ قلن لا!!! قالت :
يحكى انه في سالف العصر والزمان كان هناك زوجة كثيرة الشكوى من زوجها وتقلبات مزاجه لدرجة أن الحياة معه أصبحت مستحيلة بعيدة عن الراحة والهدوء والسكينة مما جعلها تطلب السحر لاستمالة زوجها وكسب إعجابه ورضاه وتهدئة ثورته وغضبه الدائم ..فأشاروا لها بالذهاب إلى احد السحرة , وساقها القدر أن تطرق باب احد الحكماء بالخطأ وتروي له قصتها وطلبها ..رحب بها لحكمته ووعدها أن يحقق لها طلبها بشرط أن تحضر له شعرة من رقبة أسد مفترس ..وان تحضرها بنفسها وبيدها ليتمم لها عمل السحر ..حارت الزوجة في أمرها .!! كيف لها أن تستطيع فالأسد حيوان مفترس وخطر ويأكل البشر!! ولكنها فكرت وبحثت وسعت كثيرا إلى أن وصلت إلى فكرة ذكية , ففي احد الأيام ذهبت إلى الغابة ومعها قطعة لحم كبيرة وضعتها تحت شجرة جذبت إليها الأسد الجائع واكلها ونام وأصبحت تفعل هذه العادة شهور وفي كل مرة تقترب من الأسد حتى ألفها وأصبح ينام بقربها وبوجودها وفي احد الأيام عندما غط الأسد في نوم عميق انتزعت من رقبته شعره ولاذت بالفرار مسرعة إلى الحكيم ــ الساحر باعتقادها ــ لكي تكمل ما بدأته من أمر تجاه زوجها ..سألها الحكيم ماذا فعلت ؟ وعندما أخبرته رد عليها وقال لها : لقد استطعت التغلب على اشد الوحوش شراسة واكلا للبشر بمعرفتك مفتاحه وصبرت وثابرت إلى أن روضتيه .. ألا يجدر بك ان تفعلي ذلك مع زوجك الذي لا يأكل لحم البشر ...خجلت من نفسها وعادت أدراجها ....تلك هي الحكايه عميقة المغزى ..فاليد الواحدة في كفها تحمل خمسة أصابع وكل إصبع يحمل بصمه مختلفة عن الآخر ى فكذلك هي الحياة والناس في الحياة في ادوار حياتهم المختلفة ..فهناك من الزوجات من يصنعن من أعشاشهن الزوجية أجمل قصور الراحة والتفاهم والود والنجاح .
وهناك من يصنعن من قصور حياتهن الزوجية جمر غضب وانفعال ومشكلات لا حل لها مع أن كل المفاتيح بأيديهن فاعرفي مفتاح شريك حياتك وستسعدين ..
[/FONT][/SIZE][/B][/COLOR]