[CENTER][COLOR=#050500][B][SIZE=5][FONT=Arial]
[SIZE=7][COLOR=#083AB3]عيد اللحم [/COLOR]
[/SIZE]
[RIGHT][COLOR=#AD2102]بقلم / أ. حمود بن خميس الوسمي *[/COLOR]
[/RIGHT]
مازلت اذكر أول مرةٍ سمعت بهذا العيد , وأنا طفل صغير . قبل حوالي ثلاث وعشرين سنة , من والدي –حفظه الله – فسألته كحال أي طفل يحب المعرفة ما المقصود بعيد اللحم ؟
فقال لي : هو عيد الأضحى وسمي بذلك الاسم لكثرة ما يوزع فيه من لحوم الأضاحي .
وكانت أول مرة انظر لطريقة ذبح الأضحية بعيني ولن أنس ذلك .
وتلك التسمية كان يطلقها كبار السن على عيد الأضحى , وباتت معروفة لدى الجميع .
ففي عيد اللحم ,يشرف الأب على ذبح أضحيته, أو يذبحها بنفسه في بيته, أو مزرعته ,مع أبنائه, ليعلمهم هذه الشعيرة التي سنها أبينا إبراهيم –عليه السلام- ثم رسولنا المصطفى –صلى الله عليه وسلم- الذي ضحى بكبشين أملحين كما ورد في صحيح مسلم ,عن أنس بن مالك - رضي الله عنه- قال : ضحى النبي -صلى الله عليه وسلم -بكبشين أملحين أقرنين ذبحهما بيده وسمى وكبر و وضع رجله على صفاحهما .
أحدهما عن أهل بيته، والثاني عمَّن لم يضحي من أمته.
ويقوم الناس ,بتوزيع الأضاحي على الفقراء ,والمساكين , والإهداء للأقارب والجيران, والأكل منها ,و....
مما يزيد في الألفة والمحبة ويقوي الصلة بينهم ,ولكن للأسف قلَّ هذا الأمر في وقتنا الحاضر .
ومما ساعدهم في ذلك الوقت قناعة تجار المواشي بالربح البسيط ,وإحساسهم بأنّهم يشاركون الناس في هذه الشعيرة العظيمة ,ومساعدتهم في اختيار أجود أنواع الأضاحي, التي تتوفر فيها شروط الأضحية ومنها (أن تكون خالية من العيوب المانعة. مثل: العرجاء والعوراء والمريضة والعجفاء ....) وكان أغلب الناس يستطيعون القيام بهذه الشعيرة إلا الفقير الظاهر فقره , فكانت تذبح الأضاحي في نفس البلد المضحى به .
وفي وقتنا الحاضر ظهر جشع ,وطمع هؤلاء التجار, حتى بلغ سعر الأضحية المستوردة بأعلى من قيمة استيرادها , وقد أثبت هذا في أحد البرامج الاجتماعية المذاعة, حيث قام مقدم البرنامج باستضافة بعض تجار المواشي ,ومناقشتهم عن سبب ارتفاع أسعارها ,وبذات المستورد منها . وعلى الرغم من التسهيلات التي قدمتها الدولة لهؤلاء التجار, تجد سعر الأضحية المستوردة تباع بضعف سعرها وزيادة, فما ظنك بسعر الأضحية المحلية كم تضاعف!!!
أصبح في زماننا هذا لا يضحي إلا ذي الدخل العالي , وأما متوسطي الدخل فلن يضحي في ظل الغلاء الذي نعيشه , وإذا أراد أن يضحي فيجب عليه أن: يستقطع من مصاريفه قبل قدوم الشهر, أو يشتري الأضحية قبل موسمها , لكي يكون سعرها في متناول يده ,أو يضحي في غير البلد ,عن طريق المؤسسات الخيرية التي تتكفل بشراء الأضحية في الدول الفقيرة ,وتوزعها على المحتاجين لها ,وتكون قيمة الأضحية معقولة ومناسبة وفي متناول اليد, وبقي لنا أن نعلم بأن حكم الأضحية: سنة مؤكدة على كل قادر عليها من المسلمين .
وأن نعلم بأننا إذا أردنا أن نضحي يجب علينا ألاَّ نأخذ من شعورنا ,وأظفارنا كما ورد
في صحيح مسلم ,عن أم سلمه - رضي الله عنها- قالت :أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال : ( إذ رأيتم هلال ذي الحجة ( وفي لفظ إذا دخلت العشر ) وأراد أحدكم أن يضحى فليمسك عن شعره وأظافره )
أختي/ أخي القارئ أسأل الله تعالى أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال ويوفقنا لما فيه صلاح وخير
وأن يعيننا على إقامة شعائره و الازدياد من طاعته في مواسم الطاعات
و الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
[/JUSTIFY]
[COLOR=#C00F04][RIGHT]* كاتب وتربوي [/RIGHT]
[/COLOR]
[/FONT][/SIZE][/B][/COLOR][/CENTER]