بر الوالدين
بقلم / الشيخ : صبري علاّم *
الحمد لله الذي قرن توحيده ببر الوالدين وجعل الإحسان إليهما من أجل الأسباب الموجبة لمرضاته ودخول جنته ورتب على ذلك نسيئة في العمر وسعة في الرزق وبركة في الأولاد والزوجات والأموال بل حتى في العبادة والتوفيق لكل خير وهدى وصلاح ..
قال تعالى (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا ........) الآيات من سورة الإسراء .....
وقال جل وعلا ( ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه كرها ووضعته كرها .....) الآيات من سورة الأحقاف ...
وأخرج الإمام الكبير العلم البخاري رحمه الله تعالى في كتاب الآداب من حديث عبدالله بن مسعود قال قلت يا رسول الله أي الأعمال أحب إلى الله قال الصلاة على وقتها قلت ثم أي قال بر الوالدين قلت ثم أي قال الجهاد في سبيل الله قال ابن مسعود أخبرني بها ولو استزدته لزادني...
فانظروا رحمني الله وإياكم إلى نص الآيات كيف قرن الله تعالى توحيده التى هي تعتبر أفضل وأجل ما يطاع الله به ببر الوالدين والإحسان إليهما وبذل خضوع الجانب لهما حتى قال ابن عباس رضي الله عنهما ثلاث لا يقبل الله واحدة دون الأخرى الأولى وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة الثانية وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول الثالثة ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا ..
وفي الحديث أن رسول الله جعل بر الوالدين من أفضل الأعمال إلى الله وجعلها في المرتبة الثانية بعد الصلاة ..
أما الإساءة إليهما فإنها سبب رئيسي لإنتقام الله من العاق لوالديه في الدنيا وعدم توفيقه لأي خير وزوال البركة عنه وتعجيل العقوبة له ومنه ما جاء في الأثر بروا اباءكم تبركم أبناءكم وأيضا ثلاث تعجل لصاحبها في الدين ( الظلم وعقوق الوالدين وأكل مال اليتيم بالباطل) ..
فرسالتي لكل من له أب أو أم أعلم بارك الله فيك أن الوالد هو أوسط أبواب الجنة وأن رضاه من أسباب رضى الله عنك وأما الأم فهي باب الدعاء المفتوح لك إلى الله وأن الجنة عند قدميها وأحسن إليها قبل أن يأتي اليوم الذي تتمنى فيه أن تراها وتقبل يديها ولا تجدها أمامك وقتها فقط ستعرف لماذا لماذا قال نهى رسول الله الرجل الذي جاءه يستأذنه للجهاد فقال له ألك أم قال نعم قال الزمها فالجنة عند قدمها ....
اللهم من كان له أبويه حيين فأعنه على برهما والإحسان إليهما ومن فقد والديه فأعنه على برهما والإحسان إليهما بعد مماتهما وارحم آبائنا واجعل قبورهما روضة من رياض الجنة وألحقنا بهما في مقعد صدق عند مليك مقتدر في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى اللهم وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
*متخصص في علم القراءات وعلوم القرآن