[FONT=Arial][SIZE=7]
[B] [COLOR=#0033FF][CENTER] الحياة امرأة [/CENTER] [/COLOR] [/B] [/SIZE] [/FONT]
[JUSTIFY][COLOR=#090904][B][SIZE=5][FONT=Arial]
بقلم / أ- سعود العتيبي [COLOR=#FF1F00]*
[/COLOR]
عشرون عاما مضت منذ آخر لقاء ومازال طيفك يتسلل إلى غرفتي في كل ليلة ، يداعب وسادتي و يوقظ غفوتي، ليبدأ السهر بين طيفك الشفاف وحلمي في لقائك على شاطئ من الخيال في تجاذب عذب الكلام واسترجاع الذكريات وليأنس بما فات من جميل اللحظات ، تلك اللحظات التي لن تتكرر حتى لو اعدنا الكرَّةَ مرةً اُخرى فلن نستطيع صنع مثلها لأنها كانت نتاج حب جعل من الجسدين جسدا واحدا وقلبا واحد فما زلت أشعر بحبك يسير في دمي ويمدني بالدفيء ، وإن كنا افترقنا فان المسافات لم تخلق فراغا بين قلبينا.
ما زلت أتذكر زرقة البحر تلمع في عينيك ونعومة ملمس وجنتيك وشعرك الذهبي الذي ينساب كشعاع الشمس على صدرك القمري الدافئ الحنون الصبور المتسامح ، ما زالت أنامل يدي تتذكر جيدا جميع منحنيات جسمك و مداعبة ضفيرتك التي تولعت بها كتولع الشيخ بسبحته أو الطفل بلعبته.
ما زلت أذكر كيف كنا نشبك يدينا ونتجاذب الحديث بعينينا وكيف كان تعبيرهما يشرح بكل وضوح ما في قلبينا وكيف تذوب الكلمات في جميل اللحظات.
إنك لحظة جميلة مرت بحياتي تمنيت لو أنها طالت فالحياة بعدك ينقصها الكثير، فجمالك غير عادي سلب مهجتي و فؤادي و أسر قلبي و فكري وكأنك جئتِ من كوكب آخر، لست أدري أملاك انتِ يسير على الأرض اطل علينا في ساعة رضا أم هي لحظات استجاب لنا فيها القدر وانقضت.
الآن وبعد طول غياب ، كم انا في اشد الحاجة الى صدرك الحنون الذي يحتضنني بحب واحساس لا أن يسخر مني لأسند عليه رأسي وافرغ فيه ما في صدري من آهاتٍ احرقته وارهقته فما انا بين ذراعيك الا طفل كبير يخجل من البكاء.
قد لا تصدقينني ان قلت لك انني اشعر برغبة كبيرة في البكاء وبصوت عالي فلعلي اشعر بشيء من الارتياح واغسل همومي بدموعي ، هذه الرغبة في البكاء تضغط علي باستمرار لكني أقف في وجهها خشية العادات والتقاليد التي تحرِّم على الرجل الشرقي البكاء لأن ذلك يجعله في موقف الضعيف العاجز مع انه في كثير من الأحيان يكون فعلا ضعيفا وعاجزا ، لكنه لا يستطيع البوح أو طلب المساعدة فهو في نظر الجميع القوي القادر على حل المشاكل.
ان من الصعوبة بمكان ان تجد نفسك وحيدا بين أهلك، مسكين انت ايها الرجل الشرقي ، لا تجد من تشكي عليه حالك وتلجأ اليه عند الحاجه بل كل من حولك ينظر اليك على انك انت القوي حلال المشاكل و يلجؤون اليك ويرتمون على صدرك ليشعروا بالأمان و ليرموا عليه ما لديهم من هموم ليرتاحوا من عناء حمل المسؤولية ولا يمكنك التنصل او الهرب ، مما يجعلك دائما تحت ضغط الشعور بالمسئولية ( مسكين انت فكم لصدرك ان يتحمل )
كل هذا الشوق والتوق وما انا فيه من الم ، لا اجد له عزاءً الا انك كنتي يوما حبيبتي وهذا ما يخفف عني و يجعلني قادر على الاستمرار في الحياة لأنك من علمني الحب و زرع في الأمل.
[/FONT][/SIZE][/B][/COLOR][/JUSTIFY]
[COLOR=#FF2E00]* كاتب .[/COLOR]