عش على مقاس سعادتك
بقلم الدكتورة / نادية الخالدي *
هل أنت سعيد ؟
ترى كيف تجيب على سؤال سهل جدا كهذا السؤال عندما يسألونك عن سعادتك ؟ وترى هل أنت سعيد حقا؟
يا له من سؤال عام وإجابات عامة جدا محفوظة بالعقل لا تحمل شعور ولا تفهم المشاعر أصلا ، كل ذلك لأننا فقدنا القياس الفعلي لذواتنا ، وفصلنا من ذوات الآخرين ذات لنا ، لعلنا ننجو من الضياع النفسي الذي نعيشه وعشناه ، يبقى هنا استفهام يحتاج لتوقف ؛ وهو : ما مقاس سعادتنا ؟ وما الأداة المناسبة للقياس ؟
ولأن السؤال مبهم الإجابة بداخلك فبالتأكيد لن تجيب عليه ، طالما لم تخلع أفكارك وتتخلى عنها ، فنحن نعيش نظرية القطيع التي تصورها تقليد الجميع متجاهلا رغبات نفسك وبشكل توضيحي أكثر .
هيا عزيزي القارئ : انظر لنفسك في المرآة أنت نسخة من ؟ ومن تقلد ؟ وهل أنت أنت حقا ؟ راقب صوتك ، حركاتك ، طريقة لباسك ، واعد السؤال على نفسك هل أنت أنت ؟
لا أظن ذلك !! فمع انتشار السوشل ميديا ، أصبح عندنا فقدان للهوية الذاتية فوق الفقدان الأساسي قبلها ، فلا نعرف ماذا نريد؟ ولا ماذا يمتعنا ؟ لا نعرف ماذا نطمح ولا أين سنصل ؟
فقط نقلد ما نراه بدون وعي ، إن كل واحد منا شخص آخر ، تأمل معي أكثر : تأكل وجبات فقط للتقليد لا حبا بالصنف أو رغبة به ، انظر لمن حولك لمرة واحده منتبه ستجد أغلب الفتيات تتشابهن بصبغات الشعر ، شكل التسريحة ، طريقة اللباس !! انظر إليهن جميعهن نسخ طبق الأصل من بعضهم ، حتى أنهم يمارسون تفاصيل حياة المشاهير وكأنها حياتهم ، غير مبالين بمفهوم أنهم مختلفين ، والمضحك المبكي الساخر أنك عندما تلتقي فيهم في أحد المناسبات كأنك في برنامج التوائم الجميع نسخة الآخر ولا عزاء للمشاعر والأعصاب التي تعبت في التنبيه ! بلا مجيب .
والنتيجة حتمية طالما السلوك متكرر وثابت وهو أن الغالبية غير سعداء ، ويشعرون بالملل ، لأنهم لا يفهمون أن المتع الحياتية نسبية بين الناس فعلى سبيل المثال : قمة الاستمتاع عندي هي لحظة السفر لجزيرة لا تكنلوجيا ولا سيارات ولا صخب المدينة فيها ، بينما هناك أخريات تكون الجزيرة بالنسبة لهم أمر لا يسبب السعادة .
لذلك لاحظ مشاعرك انت ، أفعل ما تريده أنت ، لا ما يمليه عليك الآخرين ، مقياس سعادتك هو الشعور الموافق مع مشاعرك
لا شعور الآخرين المقلد .
* روائية كويتية تكتب في تطوير المهارات الذاتية وعلم النفس وأنماط الشخصيات