الرقاة في الخفجي وقنديل ام هاشم ..!

بقلم الأستاذ/ محمد عواد *

في رواية الاديب المصري يحيى حقي " قنديل ام هاشم " يتحدث عن شاب يعيش في احد احياء مصر البسيطة بعد ان تعلم وسافر لدراسة الطب في الخارج ليعود طبيب عيون ماهر ، فقرر هذا الشاب ان يفتح عيادة في هذا الحي لمعالجة اهله الذين يعانون من مرض العيون بشكل مستمر ولافت .. ليكتشف ان ام هاشم تعالجهم بزيت الكاز الذي يوقد به قنديل مسجد الحي اعتقادا منهم انه يشفي ببركته امراض العيون في حين انه يسبب لهم المرض مما جعله منتشراً بشكل واضح وفي محاولة منه للاعتراض على هذا العمل المنافي للعلم والطب والدين معاً فقد قام بتحطبم هذا القنديل موضحاً لهم انه سبب بلواهم جميعاً لكنهم لم بستمعوا اليه وفقد كل مراجعيه وثقة اهل حيه واقاربه .. فكر كثيراً حتى اهتدى الى انه يعيد القنديل في محاولة منه ان يجمع بين العلم والموروث لفترة طويلة حتى تبين للناس صدقه واثبت لهم علمياً انه على حق فأهملوا ام هاشم وقنديلها ..
تتكدس لدينا عيادات الرقاة واعلاناتهم لمعالجة كل انواع الحسد والسحر والعين والمس والى آخر القائمة من الامراض رافعة معها سعر قنينة الماء لعشر اضعافها تباع لدى هذا الراق تحديداً وكذلك الزيت وخلافه من سلع رخيصة واغلبها غير صحية بالفعل .. وحين تعترض يغضب عليك كبار السن وخاصة من السيدات المولعات بالغيبيات والاعتقادات الفارغة مع اصرار غريب لمراجعة هذا الراق ، تأتي بابنها المدمن المهلوس فيخرج ممسوسا وهي محسودة وزوجها مسحور وتسكنهم عائلة من الجن .. في الوقت الذي لايحسد امثالهم وليس للجن حاجة بهذا المدمن او زوجها الكهل الذي افسد الدهر كل ما يمكن ان يصلحه العطار لديه !
انا استغرب لماذا لايمس الكفره اصحاب العيون الزرق والشعر الاشقر ؟ لماذا فقط نحن من يلاحقنا الجن والحسد ويفعل بنا كل هذه المصائب ونحن المؤمنون الموحدون الراضون بالقضاء والقدر خيره وشره من الله ؟

الا ترون ان " ام هاشم " لها علاقة بالامر ؟!

* كاتب ، شاعر ، ناقد