[CENTER][COLOR=#050500][B][SIZE=5][FONT=Arial]
[COLOR=#001CFF][SIZE=7] جرعة زائدة من التفاؤل [/SIZE]
[/COLOR]
[RIGHT][COLOR=#FF2600]* بقلم الدكتورة / نادية الخالدي [/COLOR]
[/RIGHT]
[JUSTIFY]
بعض الأشخاص يظنون أن ثبات الأحوال هو معيارنجاحهم، وهم الشخصيات الساذجة، وآخرون يظنون أن سوء الأحوال دليل القوة، فيجذبون المزيد من الظلم والقهر، ويدعون بالمتشائمين, وأكثرهم ضرراً، أولئك المتفائلين حد التفاؤل المرضي ،فيظنون أن النار تتحول لماء فيحترقون, ويظنون أن السكين لا تقطع فيفقدون أصابعهم ، وأن العمر لن ينتهي فيظنون أنهم مخلدون ، وأؤلئك من يحتاجون وصفة تحذرية ، فالتفاؤل ارشادات عامة ،لا صلة له بسوء الاستخدام . فوجود الدواء لا يعني الشفاء ، سر الشفاء يكون في كيفية استخدامة ، وعند الكيف يجب أن تقف كثيراً ، تقف دائماً ، تقف مدة طويلة ،
لتعرف أيهم أنت … ؟
وقبل الاكتشاف ،عليك فهم التفسير
ان اهم حقائق الحياة أن الناجحين هم اكثر الاشخاص غرابة أطوار في شخصياتهم،فالثبات عندهم معدوم ، والتغيير في السلوك والاتجاهات لبلوغ الغايات , يحمل كل الألوان في تصوراتهم … لذلك تجدهم مُختلفين في كل محاولة، حتى لا يصلوا للنتيجة ذاتها ، كما انهم متفائلين حد التشاؤم, فالأولى لينجحوا, والثانية خرائط للغايات ذاتها تٓقيهم من العثرات ، فتتساوى الخطط وبدائلها ليتزنوا ، هؤلاء الأقلية يحملون خيال واسع، نكهاته واقعية، بعيدة عن الأوهام …. يفهمون جيداً، معادلات الكم والكيف، وقيمة الكل والجزء ,،، ويعرفون جيداً، ان وجود العناصر لا يعني اكتمالها ، انما العبرة في العلاقة بين هذه العناصر ،، لذلك يصبحون عظماء ،يذكرهم التاريخ ويمجدهم الزمن …. فيأتي بعدهم حشود من أجيال تابعة لمورثات سابقة ، يتمسكون بما كانوا به عظمائهم ، يرفضون التجديد ويخافون التغير ، وكلما فقدوا ركيزة أساسية في حياتهم ، قالوا لعله خير , حتى يفقدوا كل الاشياء , فيتسحلون بمسكن الفشل المؤقت وهو الصبر ، الساخر هنا… أنهم يعتقدون أن ماهم علية ليس نتاج ما صنعوه، بل خارج عن سيطرتهم وخارق عن قواهم ، يكتفون بحلم هارب يلجئون فيه لحظة النوم ،لينسوا واقعهم المظلم ، فيتفاؤلون بالأحلام ويتفاؤلون بتكرار التجارب ذاتها , بنفس الفريق , بالخطط والمعطيات ذاتها، ويتمنون نتيجة أخرى ، متسلحين بقانون التفاؤل العقيم؟ الذي شوهوا قيمته ، وأخفوا عري أفعالهم تحت ردائة ، فيتخلفون أكثر وأكثر ، مستمرين في التحدث عن قيمته كقصة وهمية يتمنون حدوثها … فلا يصلوا للوهم، ولا يعرفوا أين سبل الحقيقة ،فيموتوا مدمنين الكلمات المتفائلة الخالية من التطبيق … فينتهي الأمر بهم بجملة (حاولنا مرارا ولم نصل )
عزيزي المتفائل نفسياً، والمتخاذل حركيا ، أنت مكتئب ،لأنك لا تعرف من التفاؤل سوى حروفه ، التفاؤل هو وقت تكرسة ، قوانين كونية تحتاج الفهم ،عمل تؤدية ، خطط بديلة ، واقعية الأداء ، صحة في المفاهيم , كرات وكرات وكرات عملية ونظرية ، تسعى للسلام الداخلي لا الاستسلام البدني ، هنا ستحقق ما تمنيت ، أما هناك في مكانك الذي تشكيه , مسجون بين السطور تخاف من الخروج خارج حدود الحروف „, أسير محاولات التكرار المنطقية النتائج، تُصر على الاستمرار بتكرار التجربة ذاتها ،كنوع من التفاؤل … اخبرك هنا،قف عزيزي الطموح!!! يموت الانجاز، من ادمان الأخطاء المكرره، بجرعة زائدة من التفاؤل
[/JUSTIFY]
[RIGHT][COLOR=#FF1700]* روائية كويتية تكتب في تطوير المهارات الذاتية وعلم النفس وأنماط الشخصيات[/COLOR]
[/RIGHT]
[/FONT][/SIZE][/B][/COLOR][/CENTER]