التنمر اللفظي
بقلم الأستاذة / بدور أحمد
قد لا يكون مفهوم التنمر اللفظي معروف لدى كثير من الاذهان ، لكنهُ ما إن حُلِلّ وفُصَّل سيبدو جليّاً جداً ؛ وذلك بطبيعة الحال يعود لكون الأضواء تُسلط غالباً على التنمُّر الإيذائي الجسدي والنفسي وخصوصاً المدرسي بين الأطفال وبالأخصّ في المجتمعات الغير مكترثة بمعالجة العُنصرية بين الألوان والطوائف والأعراق ..
ويُعرّف التنمر عامّةً حسب المُنظمات العالمية والموسوعات الحُرّة على أنهُسلوك عدواني متكرر يهدف للإضرار بشخص آخر عمداً، جسديا أو نفسيا. يتميز التنمر بتصرف فردي بطرق معينة من أجل اكتساب السلطة على حساب شخص آخر.
لكن دعونا نتكلم بشكلٍ أكثر توسعاً وواقعية .. إن ما جعلني أهرعُ لكتابة هكذا مقالة وخصيصاً حول هذا النوع من التنمر هو أن الكثيرين بيننا لا يرون بأن الهُزء من الآخرين أو نبزهم بالألقاب المضحكة أمراً يدعوُ للمُجازاة والعلاج حيثُ يعتقدون بأنهُ من باب الطُرفة والـتمازُح بينما الأمر لا يجب أن يُنظر له بهذه العين السطحية المُجرّدة من ايّة عدالة ؛ إن كلامك المازح الذي ترميه على صديقك الذي احرز علامة أقل تميّزاً منك و أسلوبك الساخر الذي تُحدّث به زميلك الممُتلئ الجسد قد يهدمان جبالاً من الثقة في دواخل الآخرين قد لا تُصلح أبداً وقد تدعوهم -اذا كانوا ضُعفاء- لنبذّ الذات وإدخالهم في حالة من قلّة الثقة وهي ما يُسمى علمياً وفق علميّ النفس والاجتماع ب :"عُقدة النقص " أو "Inferiority complex" وهذه الحالة موّثقٌ بشكلٍ علمي ارتباطها التاّم بحول المرء الهازئ من قدراته والمٌقلل من شأنه بشكلٍ أو بآخر وأيضاً مرور المرء بخذلان أو فشل في ايّة أمر كان.
وتضُّم الشعور باضطراباتٍ سلوكية حقيقية وكثير مِمّن مروا بحالة مُركب النقص هذا وصلوا لإنجازات مبهرة مُسجّلة طبياً لكن هذا الأمر لا يُبيح لك التنمر اللفظي حيثُ يعدّ تدميراً نفسياً
للطرف المُتضرر ولأننا بشر وفينا أرواحٌ لا تقبل الظلم والتحيُّز يجب أن نتوحد جميعاً لنبذ هذا النوع من التنمر ونقد كل قريب يمارسهُ بشكلٍ غير متعمد ونشر التوعية بشكلٍ فرديّ أو جماعي لدحره و انهاءه.
* كاتبة ، سنة أولى طب أسنان