[CENTER][COLOR=#050500][B][SIZE=5][FONT=Arial]
[COLOR=#001CFF][SIZE=7] أؤيد عمليات التجميل وأدعوا لها بشدة[/SIZE]
[/COLOR]
[RIGHT][COLOR=#FF2600]* بقلم الدكتورة / نادية الخالدي [/COLOR]
[/RIGHT]
[JUSTIFY]
قبل الاسترسال في المعاتبة والسخط بحقيقة الجملة السابقة، تذكر أن التأييد للضد هو ضد للتأييد أصلا، فما نشاهده من مفاهيم مقلوبة يجعلنا ننتبه أن رياح القيم الحقيقية لا تسير دوما في اتجاه السفن الفكرية، بل تحتاج من السفن الفكرية إلى أن تتجه إليها، ولأنه في كلتا الحالتين السفن سارية وصافرات الإنذار لهلاك قادم ما عادت مجدية، لنقلب مرض العصر وهو هوس تغيير شكل الفك أو الجسد أو الأنف أو الشفاه، مجتمعين أو كل واحد على حدة، من داء إلى دواء!
أي تحويل المهووس بهذا الشيء من تابع سلبي لحقائق كاذبة إلى مشارك فعال في درء هذا المرض اقتناعاً به، وهنا لا أشمل في السرد من يحتاج إليها حقاً، نظراً لتعرضه لأي شكل من أشكال الحوادث التي أدت لتشوهه.
بل أشمل من دفع الآلاف المؤلفة من أجلها، ليقع في درك الجمال المزيف شيئاً فشيئًا، مراحل مُتدرجة دقيقة.. تحكم تحركاتها النتائج، التي قد تكون مُبهرة فيقوم بتجميل كل شيء فيه، إرضاء لغروره، أو نتائج سلبية تقوده لإعادة تصليح ما سبق تخريبه، وصولا إلى قعر الهاوية، التي هي تذكرة دخول نفسية يحجزها المهووس، ليصبح سجين مرايا يهدر وقته في مراقبة عيوبه وهندسة زوايا وجهه وجسده، والنتيجة المُضحكة المُبكية، أن يكتشف بعد ذلك، وفي وقت متأخر جداً، أنه وجميع النسخ التجميلية الأخرى، أصبحوا نسخا متشابهة بشكل تستطيع أن تميزهم من النظرة الأولى.. كتوائم بتعريف آخر نسميهم توائم العمليات التجميلية، ولأن مصائب سذاجة قوم عند قوم فوائد، زاد هذا من قيمة النسخ البشرية غير الخاضعة لعمليات التجميل.. فقد حملت هذه النسخ جمالا من نوع آخر، يبحث عنه الجميع، وهو الثقة بالنفس والتركيز على الجوهر والعناية بالمظهر، أي توازن نفسي، لفرد يعشق نفسه حقا، حب بلا شروط شكلية بل بتعديلات جوهرية، تجارة رابحة مع النفس ومجانية أيضا، لنقف هنا.
ماذا لو جلست مع نفسك خمس دقائق لتدرك عيوبا تحتاج إلى تصليحها فيك؟
قدم لنفسك انتباها تقدم لك نفسك العلاج.. واهدر وقتك لتصليح عالمك الداخلي فهو الأحق بك، وهو من سيحصد لك حصادا حقيقيا ترجع فوائده الكلية لك.
سآخذك معي الآن، لترى عالم التجميل الداخلي، وبعض العمليات الناجحة التي تجرى فيه:
إن كنت سيئ المعشر؛ أجر عملية تغيير سلوكي تدعى «حسن التعامل مع الناس». تعاني من الحسد، أجر عملية تجميل للقلب تدعى «حب لأخيك ما تحب لنفسك». مهووس بتناسق الجسم ونحته، بسيطة أجر عملية تجميلية تدعى «الرياضة كأسلوب حياة، فالعقل السليم في الجسم السليم». تعاني من الشح، أجر عملية تجميل تسمى «متعة العطاء»، أنت كسول، أجر عملية تجميل تدعى «التخطيط اليومي لعمل يجب إنجازه في اليوم، ثم الأسبوعي فالشهري وصولا للسنوي، والكثير الكثير».. إنها عمليات تجميل قيمة جداً، باهظة الثمن الجوهري، تخيل نفسك بعد إصلاح عيوبك الداخلية، كيف سترى نفسك؟ هل ستكون راضيا عن كل ما فيك؟ بالطبع ستكون راضيا بل راضيا جداً جداً، فكل شيء تنشغل فيه ينشغل فيك.. فإن انشغلت بالمظهر فقط كنت فارغا من الداخل، والفراغ بكل صوره خانق، وإن كنت ممتلئ النقاء من الداخل كنت جميلا جدا في الخارج.
لذا عزيزي القارئ.. نعم أؤيد عمليات التجميل الفكرية، وأدعو لعمليات التجميل النفسية، وأُطالب بعمليات الربط بين الجمالين الداخلي ثم الخارجي والعكس غير صحيح بتاتا، فكلما كنت جميلا من الداخل انعكس خارجك فأصبحت فائق الجمال.. فلسنا بحاجة لجمال من ورق يبهت عند مجرد سؤال ترد عليه بنبرة صوت مزعجة أو عالية، بل نحن بحاجة لجمال حقيقي تزداد قيمته في كل لقاء.. كن جميلا تر نفسك والعالم جميلا .
[/JUSTIFY]
[RIGHT][COLOR=#FF1700]* روائية كويتية تكتب في تطوير المهارات الذاتية وعلم النفس وأنماط الشخصيات[/COLOR]
[/RIGHT]
[/FONT][/SIZE][/B][/COLOR][/CENTER]