أحادية الفراغ
بقلم الكاتبة / سمية الزهراني *
عشت الوحدة دائما, جرّبت الوحدة مجددًا, كتاب يليه كتاب , ملاحظات ومفردات, حشو معلومات, كآبة... ألوان ,أوراق وأقلام, موسيقى لاتينية, شرقية, كلاسيكية حزينة وباكية, لكنني أضحك ؛ سلسلة "فريندز" تدغدغني, رتابة... مكياج جوني ديب يتغير من فلم لآخر.
أمشي, أقدامي تبكي كللًا , أنظر إليها... إنها تنمو بالعرض , أشيح عنها وحين أعاود النظر تصبح زعانف وأبتسم لهذا الخيال رغم الرعب الذي يدبّ بداخلي إثره.
ما هو الفراغ وماذا يعني أن تعيشه؟ سؤال طرحته على نفسي بعد انقضاء أول أسبوع دون "سوشال ميديا". أنام وأستيقظ لأدور في نفس الدائرة منذ الثامنة ظهرًا حتى الواحدة بعد منتصف الليل, لا صباح في صيفنا, الشمس تشرق محترقة, تحرق رغبتي في إكمال يومي كذلك, لكنني أكمله, أجرّه, أنهيه, أقضيه كما يجب, يحين وقت النوم و أهيئ عقلي الباطن لصنع حلمٍ مغرٍ باستحضار كل الأشياء التي أحبها, متجاهلةً علمي القاطع أنني لن أحصل إلا على الكوابيس.
أتحسس خطوط يدي, تلك الخارطة التي لا توصلني لشيء, أتتبع من عليها الضياع, لكلٍ منا طرقٌ مختلفة , هذا ما نحصل عليه لأننا أحياء إلى جانب بعض الندوب والبثور, التجاعيد وأهلّة مظلمة تحت أعيننا, تفاصيل تفضح حروبنا الخاصة.
أغمض عينيّ, أفكر في الخلايا, العظام الناتئة, الأعضاء الجائعة, الطفرة الجينية, الحب الذي أرفض الاعتراف به, روتين الغد, واقدّر كمّ سخافتي وأتساءل: أهذه هي الحياة؟ أهذا كل شيء؟ تتلاشى الاستفهامات, تسكن الأصوات... أنا نائمة.