ليس كل أخضر صالح للأكل
بقلم الكاتبة / ريناد سلمان حكمي*
ليس كل أخضر صالح للأكل، كذلك الأراء ليست قابلة للتطبيق من قبلك، الرأي هو في حقيقة الأمر ليست مسلمات يجب التسليم لها والتفاعل معها، لذلك لاتتخذها كخطوة للتغيير في شخصيتك، فهناك بعض الأشخاص تعطينا آرؤها وهي خاطئة تمامًا فمن حق نفسك عليك أن تتزن وتحلل هذا الرأي، هل سيضيف لك هل سيطور؟
وليس المعنى أن كل من حولنا يتربصون بنا، لا بل هم يعطونك آرائهم وهم ومقتنعين جدًا بها وهنا تكمن المشكلة،
فلا تتأثر ولاتسمح للتأثير بالمرور من خلالك مع كل رأي يصلك لأنها ليست حقيقة في أصلها بل هي نابعة من مفهوم ذاتي مختلف تمامًا عنك، والعقل البشري لن يتفاعل معها مادمت لم تسمح بذلك التفاعل، ومن ناحية أخرى فآراء الفريق التي تدعم وتطور المنشأة، و آراء المستفيدين لتقييم خدمة ما هي الوجه الحسن للآراء، فهي تطور وتبني فلا أعنيها بكلامي فكما أنها تخضع هي الأخرى للتحليل والدراسة ولكن هي تدعم وتطور في نهاية المطاف، بل أعني الأراء التي توجه لشخصك الكريم وبعض التجارب الشخصية، هنا يجب عليك أن تحللها جيدًا ولاتتأثر برأي خاطئ، اعرف من أنت وماهي وجهتك وماهي قدراتك وسيسهل عليك كثيرًا أن تتزن ولا تتأثر، على سبيل المثال:
ذاك الفيديو الكرتوني المشهور المنتشر عن حيوانين على حافة النهر، وفي النهر تمساح لايرى منه غير ظهره ويحاول كل منهما أن يقنع الآخر بأن رأيه صحيح فالأول قال أن هذا تمساح والآخر يقول أنه مجرد خشبة ومع كل محاولات الأول لم يجد طريقة لإثبات رأيه غير القفز على ظهر ذلك الشيء الموجود في النهر ليرى هل هو خشبة أم تمساح؛ ليثبت رأيه أو يخسره وعندما قفز التهمه التمساح وصدّق الحيوان الثاني رأي الحيوان الأول بعد فوات الأوان وانتهى الفيديو بحضور حيوان آخر وبدت الإسطوانة تعاد، فهناك آراء تودي بحياة الآخرين للدمار والهلاك، كن كيس فطن وحلل الأمور قبل أن تتبناها فالقصة تحتوي على العديد من النقاط منها: ليس كل رأي صائب وحقيقة ويجب أن تتبناه، والثانية: ليس بالضرورة إثبات أرائك في كل مرة تتحاور فيها نعم قدّم الإثباتات بكل عقل ولكن لاتودي بنفسك للتهلكة بسبب أن تثبت رأي، كن منفتح للأراء وايضًا قل رأيك بكل ود واحترام ولكن لاتسمح لذاتك بالتغير قبل أن تفكر بذاك الرأي جيدًا.
1 ping