أسر القلوب البيضاء
بقلم الكاتبة / جوهرة السلمي*
اللمسة الحانية العطوفة تجد مكانها في القلوب، فالإنسان يشعر بمن يحب وبمن يكره من نظراته أو تعبيراته وحتى من سكوته ، فاللمسة الحانية دالة على المحبة فهي أسلوب تربوي مؤثر في القلوب صغاراً كانوا أم كبار ، وإن أفضل وقت لها هو عند نصح الطفل عندما يقع منه خطأ ، فقم بوضع يدك على رأسه وأنظر في عينيه وأجعل مستوى رأسك بمستوى رأسه وأخبره بما تريد وكرر هذا الأسلوب وستجد فرقاً كبيراً في وقت قريب ، فإن الطفل عندما يُحدث ضجيجاً إنما هو تعبير منه لأهله بأنه موجود ولابد أن تنتبهوا لوجوده من هنا لابد أن ندرك أن لاننشغل عنهم ونعطيهم من وقتنا ولو القليل ، ولانغفل أن للأحضان والقرب الجسدي من الطفل أثر جميل وجبار في سكونه وجعل مزاجه هادئ حتى ولو كان نائم فإنه يشعر بدفء حضنك له وتزين حالته المزاجية ، فإن العقاب بعد فعل الخطأ من التحطيم للطفل سواء كان العقاب جسدي أم معنوي ولندرك أن الطفل لايدرك أنه أخطأ حتى يقع فيه ثم يقول بشفتيه الصغيرتين ( لقد نسيت) نعم نسي لصغر سنه لكن اين دورنا نحن الأمهات والأباء في تعديل السلوك كل مره يفعلها ، ولانتركه على هواه في مضايقة الأخرين فإنه سوف يكبر على هذا التصرفات المستفزة وينفر كل من حوله منه ، ولا أغفل أن اللمسة الحانية وقت الإستيقاظ من النوم له تأثير جبار في إستقرار نفسية الطفل وضع يدك على رأسه وعوذه بكلمات الله التامات تماماً كما كان يفعل الرسول الكريم لأحفاده الحسن والحسين وأجعله يسمع كلاماتك وتلاوتك للأيات ودعائك له لأن فيها راحة نفسيه له وحتى يشب الطفل على أن الله سوف يحرسه كل حين أين ما حل وأرتحل ، وفيه أيضاً إتباع للسنة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان الرسول صلى الله عليه وسلم يعوذ الحسن والحسين ويقول إن أباكما كان يعوذ بهما إسماعيل وإسحاق ( أعوذ بكلمات الله التامات من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة )
إن كل طفل تربيه أمه وأباه على الأخلاق وإحترام الأخرين والسلوك الإيجابي الجميل فإن لهما الأجر العظيم لأنه سوف يكبر ويصبح شاباً وينفذ كل ماتعلمه في صغره من آداب ومفاهيم جميلة وسوف يقابل المجتمع بكل حب ويكون ذو أخلاق رفيعة يترفع عن كل زلل وذو حكمة ورشد .
قال الشاعر القروي :
تحير بي عدوي إذ تجنى * عليّ فما سألت عن التجني
وقابلَ بينَ ما ألقاهُ منهُ * وما يَلْقى من الإِحسانِ مني
يبالِغُ في الخِصامِ وفي التجافي * فأغرقُ في الأناةِ وفي التأني
أودُّ حياتَهُ ويودُّ موتي * وكمْ بيــنَ التَمَني والتَمَني
إِلى أن ضاقَ بالبغضاءِ ذَرْعا * وحسَّنَ ظَنَّهُ بي حسنُ ظني
عدوي ليسَ هذا الشهدُ شهدي * ولا المنُّ الذي استحليْتَ مني
فلي أمٌ حَنُونٌ أرضعتني * لبانَ الحب من صَدْر أحنِّ
على بسمَاتِها فتحتُ عيني * ومن لَثماتِها رويتُ سِنِّي
كما كانتْ تُناغيني أُناغي * وما كانتْ تُغَنيني أُغَني
سَقاني حُبُّها فوقَ احتياجي * ففاضَ على الوَرى ما فاضَ مني
أبنائنا أمانة فلنأدي الأمانة كما أمرنا الله تعالى ونزود المجتمع بأناس فاعلين محبين للخير وساعين إليه.
* مستشارة تربوية - مدربة - كوتشنج تربوي