وداع و ذكرى وألم
بقلم الكاتبة / غلا المالكي
منذُ توفي أبي وأنا أتذكر تلك الصور أمامي كل ليلة بمخيلتي
كنت أتأمل الصور والملامح وأستبعد حقيقة وفاتة.
كنت أهاب تلك اللحظات التي أخافها وأستبعدها من ذاكرتي مات" أبي "
منذُ تلك اللحظة التى فارق فيها الحياة عرفت معني اليتم الحقيقي الذي يختبي خلف صور الأنكسار.. خلف الدمع.. خلف ستار الحياة..
وأن جزء من روحي قد ماتت معه.
شي أُقتلع من أعماق قلبي من روحي ألم لاينتهي حُزنًا لا يفنى ولا ينسى ولا يبرأ جرحه.
جزء فارغ من كياني لا يملؤه بشر ، أصبح فارغًا ممزق خاوي من كل المشاعر فارغٌ لا يملؤه سوى الذكريات والحنين..وصوت الألم الممزوج بالدعاء.
تسرق مني الأيام معنى الفرحة الحقيقة، وتبقي أبتسامة صفراء باهته يرافقها الحنين لأيام مضت.
منذُ تلك اللحظة التي رحل فيها أبي رحلت طفلةً في عيني أبيها لم تستقيم لي الحياة خلف أضلاعها سجن امتدت لي بأياديها السوداء.
كبرت فجأة..
وكان الجميع متفقون على أن لا أكبر و أبقي بالمهد صغيرة بأعين الحياة عمياء وصماء.. لكنني كبرت!
كبرت بالمواقف بالأحداث وتغيرت أصبحت أنا والحياة في حروب ومعارك لم يكن بيني وبينها هدنه كي يهدى حزني ويطيب جرحي
امتزج الألم بالبكاء والصمت بالإنكسار
كنت أموت عندما يكسرني الحنين وأشتاق لأبي..
أعود وأغرق من جديد في دوامة حزني..
تكسرني الذكريات و تمزقني صور الحنين في صمت..
تمر الأيام ويظن الجميع أنني إجتزت أنني نسيت.
ماعلموا أنني أبكيه ومازلت أمكث في تلك الساعات التي ودعته فيها.
كسرني غيابه وانتحب صوت الحرف في رحيله.
وبقيت رحلة رحيله هي رحلة الألم الوحيد التي لا نهاية لها ولا أمل فيها للقاء.
"يبقي الأب الأمان و الكتف والسند الذي لايميل وأن مالت بك الحياة