المنافقون .. بأبعاد ثلاثية
بقلم / فارس بن عجل *
إلى متى ونحن نعيش حياتنا نتقمص أكثر من شخصية ، والى متى نستخدم الأقنعة ؛ في المكتب ، البيت ، الشارع ، العمل ، وفي كل حياتنا اليومية مع الآخرين ومع ذاتنا!! وهل يا ترى نحن كاذبون أو منافقون !!!
لماذا لا نجرب أن نكون صريحين مع أنفسنا ومع الآخرين . وهل يا ترى تسقط شخصياتنا إذا لم نستخدم الأقنعة !!
نداء لكم أيها المتأسلمون المنافقون!!
يقول المصطفى عليه الصلاة والسلام في كناية آيات المنافق ثلاث، إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا أؤتمن خان «صدقت يا رسول الله... لكن.. هل امتنع المسلمون عن الكذب، عن النفاق و خيانة الأمانة؟ الإجابة لديّ ولديك!! ، راقبوا أنفسكم... راقبوا من حولكم... كم عدد المنافقين والكاذبين والخائنين ؟ »
للأسف... إنهم ينظرون لنا بأبعاد ثلاثية في كل مكان .
أصبحنا نعيش في عالم كبير من الكذب...وكلما كبرت الكذبة، كثرت تفاصيلها، وسهل تصديقها. مع أن «إعلان الحقيقة وكشفها» أسهل وأوضح وأيسر.. كما وصفها «الداهية السياسي تشرشل» «الحقيقة محسومة، الرعب قد يستاء منها، الجهل قد يسخر منها. الحقد قد يحرفها، ولكنها ستبقى حقيقة». ربما يتم تزييف التاريخ المعاصر عند كتابته ولكن يتم كشف الحقيقة بعد فترة ويعاد كتابته من جديد.
إننا متأكدون، أن لكل كذبة نهاية .. وكل نهاية كذبة تعقبها صدمة.. وكل صدمة تصاحبها نهاية وجوه وأسماء في حياة الكثير منا، مع أن الكاذب لا يعيش بطمأنينة ولا يأمن للحياة، لأن الخوف يلازمه من سقوط القناع وكشفه وفضحه ، إلا أنه يفضل ملازمة الخوف والقلق على كشف الحقيقة، لأنه يعلم أن الكل أصبح «مدمن» على الكذب على نفسه وعلى الآخرين!!!!
بل إن الأغلبية قد أدمن أشد وأخطر أنواع الكذب وهو « الكذب على الله «ومراتبه المختلفة» (ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا)... فالمرتبة الأولى من الكذب على الله هو «ادعاء النبوة»... والمرتبة الثانية هي «أن توهم الناس بصفة الله عز وجل بصفة لا تليق به »... أما المرتبة الثالثة فهي «ادعاء بأن هذا حلال وهو حرام... أو أن هذا حرام وهو حلال...!!!!
كم عدد المنافقين والكاذبين على الله على هذه الأرض؟؟؟
أما المرتبة الرابعة فهي أن تكذب على أخيك المسلم بحديث هو لك به مصدق وأنت له به كاذب !!!! وهذا النوع منتشر بيننا بل أنه ليكاد يخنقنا.... أما أخطر وأعظم أنواع الكذب «فهو أن تكفر مؤمناً»... سبحان الله.. هي إحدى صفاته له وحده .. «وكفى بربك بذنوب عباده خبيراً بصيراً».... «ومن كفر مؤمنا فقد كفر»... وقال رسول الله ــ صلى الله عليه وسلم ــ : «أيما رجل قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما».
كم عدد المتأسلمين الذين كفروا غيرهم من المسلمين المختلفين معهم من حولنا؟ كم عدد من كذب على الله بكل أنواع الكذب؟.. للأسف.. العدد فاق الحدود.. لكن.. كم عدد المسلمين المؤمنين الصادقين، الأمناء، الخاشعين، المتسامحين، الموفين بالحقوق لأصحابها؟. للأسف... قلة قليلة.
في النهاية... لا تفكر أن تسأل كاذباً يوماً، لماذا تكذب؟ لأنه حتماً سيجيبك بكذبة جديدة !!! لكن واجبك... أن لا تصادق هؤلاء الكاذبين، المنافقين بل أن تنبذهم وتكشف كذبهم وتسقط أقنعتهم.
* كاتب في صحيفة الشرق وصحيفة عرب بوست الأمريكية