سنبها لو سمحت
بقلم الأستاذ / نهار السهلي *
لأسبوع أو أكثر وأنا متردد في الكتابة عن هذا الموضوع ، تحدوني الرغبة في الخير ويحدني الخوف من الفهم الخاطئ ، إنه موضوع ( الكرم ) يا سادة ، ذلك الشامخ الذي لم يختلف على علو مكانة صاحبه أحدا ، لا في العهد الحالي ولا حتى سابقا ،
بل كان نبراساَ شيدت له امتدادات مضيئة تحكي مفخرة و قدوة مشرفة ، هنا أسئلة تدور بي كلما جاء موضوعه وولجت بابه ، ما الكرم الصحيح يا أحبة ؟
هل نقصد به مثلا السخاء المادي للسخاء والعطاء المادي للعطاء فقط ولأي كان ؟
ودون حسابات معينة ؟ وقيود محددة ؟ ( اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب ) ؟ أم إنه العطاء المستفيض الدقيق المقنن ؟ المحقق لأهداف مجتمعية وإنسانية ودينية ؟ وهل الكرم مختصرا بالماديات فقط ،أم هناك أنواع أخرى منه ؟ أسئلة كثيرة تدعوني وتدعوكم لمراجعة أنفسنا لنصل للكرم بمفهومه الحقيقي والسليم بعيدا عما اقترب كثيرا من (التفاخر ) الممنهج ، إن لم يكن قد قفزه بسبب تقاليد اجتماعية تعلو معها أصوات بذخية تصرخ بـ (كم ذبح)ووش (حط) ؟ وسنبها لو سمحت ، لتكون النتيجة في الغالب ( صحون ما عليها أحد ) نعمة مهدرة باسم الكرم لم يقدر قدرها ولم تصان ، وكأنها موروثا لنا ومعنا صكا على استمرارها ،ولم نعرف بأن النعم لا تدوم إلا بالشكر وشكرها حفظها ، مزايدات مجتمعية انتقلت من مفهوم العطاء إلى (المهايط ) ولو عاد بنا كبارنا لماضيهم القريب جدا لوجدنا ما يدفعنا لتقبيل النعمة قبل أكلها والحساب ألف حساب لما نضعه مع استحضارنا لما لا يفصلنا عنهم إلا كيلوات وقد تضوروا جوعا و كانوا إلى وقت قريب بالنعم يرفلون .
اللهم إننا نعوذ من زوال نعمتك ، ولا حول ولا قوة إلا بك
* كاتب وتربوي
12 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓