ثلاث رسائل إلى ( الطلاب ، المعلمين ، أولياء الأمور )
بقلم الكاتب / بندر بن محمد المليفي *
الحمد لله الذي علّم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم ، والصلاة والسلام على معلم الناس الخير وهاديهم إلى طريق الحق والرشاد أما بعد :
هذه ثلاث رسائل كتبتها مع بداية العام الدراسي الجديد ، لعل الله أن ينفع بها الجميع ،
الرسالة الأولى : إلى أبنائي الطلاب إياكم إياكم والتضجر والتأفف والحزن على بداية العام ، فكم من مؤمّل له حرم إما بسبب موتٍ أو عجز أو حروب أو ظروف أخرى … والزموا الحمد والشكر لله على أن مدّ بأعماركم لتنالوا الفضل والبركة واعلموا أن من ( سلك طريقًا يلتمس به علمًا سهل الله له طريقًا إلى الجنة ) … وتذكروا قول الله سبحانه وتعالى: ( يرفع الله الذين آمنوا
والذين أتوا العلم درجات ) .
واسعوا في العلم، وأخلصوا فيه، واعلموا أن :
مَنْ حَازَ العِلْمَ وذَاكَرَهُ -*- صَلُحَتْ دُنْياهُ وآخِرَتُهْ
فأَدِمْ للعِلْمِ مُذَاكَرَةً -*- فحياةُ العِلْمِ مُذَاكَرتُهْ
رسالتي الثانية : إلى زملائي المعلمين ،والله إنكم على ثغر عظيم، فوالله لا يخفى علي ما قدمتم، ولكن أحببت أن أذكركم ،وأزيد همتكم، فاجتهدوا، واعلموا أن ما قدمتم وما ستقدمونه لن يُضيعه الله ،وسترون أثر ذلك على أنفسكم وأبنائكم وفي حياتكم ،وتذكروا قول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( إن الله وملائكته وأهل السماوات والأرض حتى النملة في جحرها وحتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير ) . رواه الترمذي .
رسالتي الثالثة : إلى أولياء الأمور أدركوا أنكم جزءًا من المنظومة التعليمة، ولن تكتمل إلا بمتابعتكم وحرصكم على أبنائكم ،فهم فلذات أكبادكم ،واجتهدوا في تعليمهم وتوجيههم التوجيه النبوي الصحيح ،فأي درجة علمية يحصل عليها فهي ملازمة لهم طوال حياتهم، فستجنُون ثمارها إن كانت مباركة، وإن كانت غير ذلك فلا تلوموا إلا أنفسكم، واعلموا أن هذا الابن إن صلح دعا لكم بعد مماتكم أخذًا بقول الحبيب صلى الله عليه وسلم: ( وَلَدٌ صالح يدعو له ) .
وختامًا أسأل الله أن يوفقنا وإياكم لما يحب ويرضى إنه ولي ذلك والقادر عليه .