
ركن الكاتب مع الفائزين بمسابقة دار الرائدية للرواية السعودية
يحاورهم الكاتب والباحث / ضياء جمعة
بداية حياكم الله وبياكم ومرحباً بكم في مقهى أرجوحة شرقية الأدبي ومن خلال مجلة الرائدية الثقافية
يسعدنا أن نرحب بكم ونبارك لكم فوزكم وكلنا أمل بأن لا يكون هذا آخر الأفراح بل تستمر بإبداعكم وعطائكم خدمة للأدب عامة وللرواية السعودية خاصةً ، وهذا اللقاء الصحفي سيتوزع على أسئلة يُجيب عليها الفائزون كل بحسب وجهته ولغته وأسلوبه وإنما جعلناه كتابياً لأننا نريد الإسهام في تقديم الأفضل والأبقى فمعلوم اللقاء الصوتي أو الصوري تمحو ملامحه الأيام والنسيان بخلاف اللقاء الحواري الكتابي يكون أبقى وأثرى ويترك للضيف مساحة واسعة للتعبير ، والمراجعة ، وتقديم الأجمل ، والآن نبدأ :
١- حبذا لو تقدم لنا نبذة مختصرة عن سيرتكَ/ سيرتكِ الأدبية وكيف كانت البداية و من وجهة نظرك ماهي الأشياء التي ترونها أقصر الطرق للوصول نحو مرحلة الأديب الذي يمكنه أن يُعبر عن أفكاره بلغة سهلةٍ ممتنعة ؟
قال الكاتب / علي بن سيف الفائز بالمركز الأول :
صدر لي ديوان شعر من النوع الشعبي عبارة عن مجموعة من القصائد قصائد وطنية وغزلية وهي نزلت باليوتيوب عبارة عن أناشيد وشيلات بأصوات أهم منشدين السعودية وأغنية وحيدة بصوت الفنان/ مزعل فرحان وتغريدات شعرية عبارة عن كل تغريدة بيتين من الشعر.
والفائز بالمركز الأول في مسابقة الرواية السعودية لدار الرائدية للنشر والتوزيع برواية ( طلاسم زهرة الخشخاش )
أقصر الطرق للوصول لمرحلة الأديب قراءة قصص وكتب المؤثريين وبالنسبة للكتابة الرواية علم ودراسة والتعود على الكتابة..
أما الكاتبة / هنادي تركي سفير العتيبي الفائزة بالمركز الثاني قالت :
في الواقع لقد بدأت مسيرتي الكتابية منذ أن دلفت إلى المرحلة المتوسطة، اذكر أنّني كنت مهووسة بكتابة الخواطر والمذكّرات، جميع فتيات الصّف كنّا يقرأن ما أكتبه ويبدين إعجاباً شديداً به، كذلك كانت عائلتي على علم بموهبتي وحبّي للكتابة، لكن لم تُطرح عليّ فكرة إصدار كتاب من تأليفي من قِبل أيّة شخص من أفراد العائلة، كما أن الفكرة لم تقفز إلى ذهني من الأساس، استمريتُ في “الكتابة” والتّي كانت بمثابة المُتنفّس الوحيد لي، وهكذا مرّت الأيام بل السنوات إلى أن حان الموعد المنتظر لتخرجي من الثانوية العامة، تخصّصت حينها في مجال الطفولة المبكرة، ومن هُنا تحديداً بدأت مسيرتي الكتابية تزدهر، أجل فمن خلال مشاهداتي الميدانية في رياض الأطفال، داهمني الإلهام ولكن بشكل مختلف تماماً، كان إلهامي هذه المره يقسم بأنّه لن يدعني وشأني حتّى أُصدِر كتاب، وليس أيّما كتاب بل كتاب خاص بالأطفال، حينها فقط رضختُ لقسمه وبدأت بكتابة اول قصة للأطفال، كما أنّني لم أتردد ولو للحظة في نشرها لدى إحدى دور النشر، وهكذا أصبحتُ أكثر ثقة وإيماناً بقدراتي وإمكانياتي ممّا دفعني للتوسّع بشكل أعمق والتّوجه لكتابة الروايات والقصص القصيرة.
بالنّسبة لأقصر الطّرق للوصول إلى مرحلة الأديب القادر على التعبير بلغة سهلة متنعة فهي تكمن بالطبع في الممارسة والتدريب ، أعني – الإستمرار في الكتابة- فضلاً عن التحلّي والتسلّح بقوّة العزيمة والإصرار.
وقالت الكاتبة / عبير نايف المطيري الفائزة بالمركز الثالث :
يتراوح عمري الأدبي ما بين الخمس إلى ست سنوات حيث كانت بداية الانطلاق نحو عالم الكتابة من موقع زد حيث شاركت في كتابة العديد من المقالات و تم نشرها، كما تمت ترجمة العديد من مقالاتهم ايضاً من اللغة الانجليزية للعربية. لاقت تلك المقالات صدى جميل و كان ذلك من شأنه أن يعزز الثقه و يصقل الموهبة التي كانت وليدة تلك اللحظة آنذاك فلكل بداية نقطة انطلاق و نقطة انطلاقي هي إقدامي و إصراري محدثة ذاتي قائلة “ما دمت تسعى نحو أمر ما سيسعى نحوك بذات القوة و ذات الاتجاه فالتضاد يأتي من السلبية أما الإيجابية لا تعرف إلا التلاقي تلاقي الاهداف و تحقيقها ” ، و من بعد المقالات بدأت بكتابة خواطر تخاطب العقل و تلامس القلب و منها صدر لي أول كتاب بعنوان “حتماً ستأتي ” و تم نشره من قبل دار الرائدية للنشر و التوزيع .كانت في بداية الامر ستصبح (لعلها تأتي) لم تروق لي عبارات الشك و التردد ، فالجزم في كل أمر يحدث و يطور و يحفز لذا أصبحت في نهاية المطاف( حتماً ستأتي) هنا وجدتني و اتمنى أن يجد القارئ ذاته فيها . أما عن أقصر الطرق للتعبير عن لغة سهلة ممتنعة هي معرفة الشريحة العمرية المستهدفة بالتالي ستحدد عمق الكلمات و اختيار المترادفات المناسبة التي من شأنها ان تخاطب تلك الفئة العمرية .
٢- كيف ترون المسابقات الأدبية وهل لها تأثيرها الإيجابي على فكرة الكُتاب، وزيادة الثقة بأنفسهم ؟.
أجابنا الكاتب / علي بن سيف قائلًا :
أكيد لها تأثير ايجابي والتنافس بين الكتاب شيء جميل
وقالت الكاتبة / هنادي تركي سفير العتيبي :
بالطبع، لا شكّ أنّ للمسابقات الأدبية تأثيرها البالغ والعظيم في تنمية فكرة الكاتب ولا سيما عندما تكون هذه الفكرة نائمة ولم تجد من يوقظها لترى أشعة الشمس الدافئة ، لم تجد من يجعلها تنمو وتتطوّر، ثمّ على حين غفلة تأتي تلك المسابقة الأدبية الرائعة والتّي تعتبر بمثابة “محفّز فعّال وإيجابي” لتوقظها وتجعلها تنتشي وتعظم وليس هذا فحسب بل وتحقّق نجاحاً باهراً بفضل الرّب، حينها بكل تأكيد ستزداد ثقة الكاتب بقدراته وإمكانيته بحيث يصبح مؤمناً بذاته أكثر من ذي قبل!
كذلك قالت الكاتبة / عبير نايف المطيري :
بالطبع لها تأثير قوي حيث أن المسابقات تخلق روح التنافس بين المشاركين و تلهم الكاتب للإبداع ،لربما أنت أيها القارئ لديك موهبة تنتظر تلك الفرصه لتظهر و هذا ما حدث مع الكثير لا يعلم عن ذاته و عن قدراته الا بعد المشاركة بمثل تلك المسابقات و ما شابهها .
٣- كيف خططت لهذا الفوز وهل كان عفواً أم مخططاً له أم هو محض الحظ والقدر ؟.
قال الكاتب / علي بن سيف:
بالنسبة للرواية تقريبا كتبتها خلال ٥ أشهر كتبتها خلال فترة الحجر . هذه أول رواية اكتبها ولله الحمد حققت المركز الأول ولم أتوقع تكون الرواية ضمن العشر الاوائل ..
أما الكاتبة / هنادي تركي سفير العتيبي
فقالت :
الحقيقة أنّني لم أكن قد خطّطت سلفاً للفوز في مسابقة ما ، فقد كان مبتغاي من الكتابة إرضاء دافع عميق ألا وهو “كتابة رواية”، هذا الدّافع أخذ يتأجج في أعماقي بعد أن تخرجت من الجامعة، تقريباً قبل عام من الآن ، وتلبيةً له شرعت فوراً في كتابة مسودّة أولية للرواية، كان ذلك قبل المسابقة بفترة وجيزة، طبعاً حينها لم أكن على علم بأمر المسابقة، أذكر أنّني قرّرت التوقّف عن الكتابة لفترة ، ولكن الغريب أنّني ما إن بدأت بتنفيذ قرار التوقّف حتّى وقعت عيناي ذات ليلة على إعلان المسابقة، ومن هنا اشتعل فتيل الإصرار والتحدّي في داخلي، حينها أصدرت قراراً جديداً مفاده : أن اقذف بروحي لخوض مغامرة تنافسية من نوعٍ فريد، الحقّ أنّني ماكنت لأُفكر آنذاك فيما يسمى “بفوز أوخسارة “، فهي مصطلحات رديئة لا أساس لها من الصّحة، كنت أدرك تماماً بأنّي لن اخرج من المسابقة خاوية اليدين فإمّا النجاح وتحقيق الحلم وإمّا الخبرة والتعلّم من أخطائي، كل ما يسعني قوله الآن هو أن هذه المسابقة كانت في نظري “درس ثمين” تقدّمه لي الحياة على طبق من ذهب!
أجابتنا الكاتبة / عبير نايف المطيري حيث قالت :
بالنسبه لي لا شيء يأتي هكذا ضربة حظ فالتخطيط يأتي بالمقام الاول ، حينما تضع نصب عينيك أمر ما ستحصل عليه وتناله و هذا ماحدث معي حينما تم الاعلان عن المسابقة كنت أرى اسمي من بين الثلاث الاوائل ليس غرور فالغرور هنا لا يمت لي بصلة كل ما في الأمر وثقت بقلمي و رفعت سقف توقعي و أبى ذلك القلم أن يكتب شيء دون المستوى . لم ارضى بالقليل فتعبت كثيراً كي لا أخذلني . و بالتأكيد بنهاية الامر هي قسمة و نصيب قبل كل شيء، ان لم تكتب لي حتى مع السعي لن انال ذلك ليس لأن عبير لا تستحق ذلك بل لأن الوقت لم يحن لذلك بعد .
٤- يسعدنا لو تقدم/ي لنا نبذة مختصرة عن العمل الفائز من حيث عتبة العنوان والمحاور الرئيسة والركائز الأساسية ؟.
الكاتب / علي بن سيف أجاب قائلًا :
اسم الرواية ( طلاسم زهرة الخشخاش ) تصنف جريمة في إطار إجتماعي وتتحدث عن السحر والشعودة وترويج المخدرات وتتكون من عدة فصول وكل فصل في الرواية يتحدث عن أحداث خاصة.
وتدور أحداث الرواية حول عائلة غنية تتورط إحدى بناتها في السحر والشعودة وترويج المخدرات.
تم الفسح من وزارة الإعلام وصدور الردمك من مكتبة الملك فهد الوطنية للرواية.
تم الانتهاء من تصميم الغلاف للرواية.
و قالت لنا الكاتبة / هنادي تركي سفير العتيبي:
العمل عبارة عن “رواية غموض وجريمة” تندرج تحت صنف الروايات البوليسية، الحق أنّني اخترت العنوان ليُشير إلى صرخات ومعاناة لن تنتهي مطلقاً، ولكن ما سبب هذه الصرخات؟ وكيف يمكن الجزم بأنّها لن تنتهي؟ ، هذا ما سيتعرّف عليه القارئ أثناء القراءة، كذلك حرصتُ كُل الحرص أثناء الكتابة على أن تكون شخصيات الرواية مفعمة بالحيوية والقوة، فضلاً عن حرصي على إدخال عنصر التشويق والتّرقب في جوف الأحداث، كذلك الزمان والمكان كان من الأمور التّي أوليتها بالغ إهتمامي أثناء الكتابة، أعتقد أنّه ليس بوسعي التحدّث كثيراً عن مجريات الأحداث وحبكة الروايات لأنّني إن فعلت سأكون قد أحرقت متعة القارئ وحماسه لإقتناءها.
أما الكاتبة / عبير نايف المطيري فقالت:
عنوانها (لستُ كمد) اعتمدت على الغموض و الوضوح في آن واحد ،تارة تعتقد أن الأحداث بدأت تتضح و الصورة تكتمل، و تارة تعتقد انك عدت لنقطة البداية، بطلتنا تدعى (كمد) و الكمد هو التعب و الوهن و هي ترفض ذلك قائلة “لستُ كمد”
٥- ما رأيك بمسابقة دار الرائدية ، وماذا تقول لهم ، وللإخوة والأخوات الذين لم يحالفهم الحظ؟.
قال الكاتب / علي بن سيف:
مسابقة جميلة جدا..اشكر الأستاذ غانم البجيدي ودار الرائدية للنشر والتوزيع.
ابارك للفائزين العشر الاوائل وحظ أوفر للبقيه واشكر مقهى أرجوحة شرقية الأدبي ..
أما الكاتبة / هنادي تركي سفير العتيبي فقالت:
حسناً، هي ليست “بمسابقة” وإنّما “مغامرة” ، وليست أيّما مغامرة بل مغامرة ممتعة، جبّارة، رائعة، حوت في جعبتها الكثير والكثير من الأمور العظيمة المذهلة، لا أنكر البتّة الصعوبات والتحديات التّي واجهتني حينها ، ولكنّها ستبقى بحلوها ومرّها ذكرى أنيقة مخلّدة في مسيرتي الكتابية نحو المجد!
بالنسبة للزملاء الذّين لم يحالفهم الحظ هناك بعض الكلمات التّي خطّها قلمي و أود إهداءها لهم:
اصنع نجاحك بإصرارك، واستمر بالمضي قدماً مهما شقّت الصعوبات طريقها نحوك وإن حدث وسقطت فلا تيأس بل انهض، قاوم، حاول، فمجدك بإنتظارك، وتذكر دائماً أنّ ” بعد الليل يأتي فجراً “
أجابتنا الكاتبة / عبير نايف المطيري بقولها:
تلك المسابقة ما هي الا فكرة نيره يشكرون عليها فالشكر موصول لمن اقترح و لمن وافق و نفذ و لمن اختار و خصص جزء من وقته من أجلنا و من أجلكم ، فدعم الكاتب يجعل من الحرف جملة و من الجملة تخلق فكرة و من تلك الفكرة تنسج قصة و من ثم يرى ذلك النور و يصبح حبره على الورق منشور . أما بالنسبة لمن لم يحالفهم الحظ تذكروا قصة نجاح الكاتبة البريطانية جوان رولينغ مؤلفه كتب سلسلة هاري بوتر و منها ستكتشف آنذاك أن النجاح لا يختارك بل تختاره حينما تختاره سيساق لك بلا شك إن شاء الله . و تذكروا ايضاً تلك الآية التي تمد القلب بالطمأنينة حال ترديدها “﴿ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ ۚإِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ ﴾.
في نهاية حوارنا لكم منا جميعًا إدارة وأعضاء مقهى أرجوحة شرقية الأدبي دعوات بالتوفيق والنجاح