القبيلة في ميزان الشرع
بقلم : أ / سطام الهذال *
تعتبر القبيلة الوحدة السياسية عند العرب في الجاهلية , ذلك لأن القبيلة هي جماعة من الناس ينتمون إلى أصل واحد مشترك تجمعهم وحدة الجماعة وتربطهم رابطة العصبية للأهل والعشيرة , وتعادل في وقتنا الحاضر الشعور القومي عند شعب من الشعوب.
والقبيلة بصفة عامة ليست مذمومة فهي قدر كوني فالله سبحانه هكذا خلق عباده شعوباً وقبائل كما قال الله تعالى : ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)) "الحجرات 13".
وتقوم القبيلة بعملية الضبط الاجتماعي والسيطرة على أفرادها بما تستخدمه من قوانين وأعراف لكل ما من شأنه تحقيق النظام والتوافق الاجتماعي.
فالقبيلة تصنع في كثير من الأحيان نوعاً من الوحدة بين أبنائها , فماذا لو ارتقى هذا الفهم الوحدوي القبلي إلى وحدة أسمى منها هدفا ونوعاً , وهي وحدة الأمة الإسلامية!؟
إذاً من الضروري أن تكون وحدة القبيلة تحت مظلة الوحدة الإسلامية وأي تعارض بين الوحدتين فإن وحدة الدين تقدم على وحدة القبيلة.
كما ينبغي تجنب العصبية القبلية وهي أن يغضب المرء لغضب القبيلة ولو كان غضبها لباطل , ويرضى لرضاها ولو كان عن باطل , وكذلك تجنب التفاخر بالأنساب على حساب أصل أو نسب آخر.
وختاماً أقول متى ما انتفت هذه السلبيات عن القبيلة أثمرت خيراً على المجتمع , فزادت بها وحدته , وقويت بها شوكته , وصلح به أمره, ومتى اقترنت بها تلك الآفات كانت آثارها على المجتمع مدمره وسيئة , فالمعيار الحقيقي هو معيار الصلاح والتقوى والخلق الحسن وسيسأل الإنسان عن عمله ويحاسب عليه بغض النظر عن أصله أو حسبه ونسبه .
* كاتب وتربوي