كن 《غبيا》 تصبح 《قائدا》 .. !
بقلم الكاتب / حسين عقيل *
من أعجب ما يرتكبه في حقنا هذا الزمن الذي نعيش فيه من أخطاء فادحة بفعل صناع القرار (عشاق التناحة والغباء)!
هذه الأخطاء والتي قد ندفع ثمنها غاليا من وقتنا ومن جهدنا ومن مسيرتنا بل ومن تاريخنا ومن كل شيء يحيط بالخطأ المرتكب بعناية وترصد.
الخطأ المثير للدهشة والغرابة الذي أعنيه هو تنصيب ( المتنحين ) المفعمين غباءً وحماقة وتقليدهم المناصب ،وتسليمهم دفة القيادة والمسؤولية، والاطمئنان إليهم في تسيير الأمور! بل إنه -ولا تعجب - قبل تقليدهم المهام قد تم البحث عنهم عنوة وأخلص المسؤول في تحريهم بدقة وعناية وقام برصدهم ثم دحرجة كراسي القيادة والمسؤولية نحوهم ، بعد ركل كل المؤهلين ومن لديهم القدرة والكفاءة على حسن التدبير والقيادة...!
وهنا.. تقف مدهوشا لا تجد تفسيرا لهذه الظاهرة التي تفشت في كثير من قطاعاتنا الحكومية والخدمية على وجه الخصوص واراها في قطاع الصحة اكثر شيوعا وتفشيا..... !
قد تستنكر نعم! وربما قد تصرخ في داخلك منتقدا ورافضا تلك الحماقات الادارية المخزية والمريبة ايضا بل وستقف (في عقلك الباطن)! معترضا بشدة!
وحتما سيكون هذا موقفك إلا أنك لا تملك أن تجسد كل تلك المظاهرات المنددة في واقعك وستبقى مكتوف الأيدي وستبقى مظاهراتك السلمية المكتومة الصامتة مكبوتة مكنونة في صدرك! إذ ليس لك من الأمر شيء ، وأنت أعجز من أن تتدخل أو أن تهمس بكلمة مسموعة!.
وستمكث كل لافتات الاعتراض والتنديد مغروزة بين ضلوعك معلقة في جواك ومنها ما هو منقوش على جدران حناياك!..
و قل لي إن شئت وبرغم أنها بخطوط عريضة وواضحة وبكل اللغات المفهومة العربية والاجنبية ومع أن عباراتها منتقاة، مزلزلة وقوية..: (من سيقرأها)؟!
ومن هو المسؤول الذي سيمر عليها ويقف عندها في صدرك بين المحاني والضلوع؟!
اتخيل واضحك !.. محاولا تصوير الموقف وكأني أرى سعادة المدير العام أو المسؤول ومن صنع قرارات الصدارة والسيادة- لذوي التناحة والغباء- وقد شق صدري أو صدرك يامن تنكر عليه (مثلي) تقليد (متنحيه) الافذاذ الافاضل المناصب القيادية فأراه واقفا على أرصفة الجوى ،وقد وضع قدما على رصيف سويداء الفؤاد وأخرى في تقاطع طريق التأثر والشعور مع طريق حديث النفس ،على مقربة من جسر التحسر في الخلد!. أراه واقفا يهدئ من روعك وروعي ويمتص غضبي وغضبك ويخطب في كل من احتشد بساحات الضمير، وراح يقرأ ما رفع من شعارات ترفض المتنحين ،ويتمعن في اللافتات المثبتة هنا وهناك.. ثم طمأن حشود الغاضبين! واستجاب لكل المطالب... بل وصرح للإعلام وظهر في كل القنوات الاخبارية والفضائية في حديث ينقل على الهواء مباشرة وأوضح أن غضبنا محل اهتمامه وأنه آمن بشعار مظاهراتنا الغاضبة :(لا.. للمتنحين). ثم وعد بمعالجة الأمر فورا بعد مغادرة صدورنا ومسرح التظاهر!
أحبتي القراء :
يا أيها الحشود الغاضبة...
دعونا نمنح سعادته فرصة أخيرة!.. طالما استجاب ووعد بالحزم والتغيير ! ويكفي أن الإعلام شاهد عليه...
ومن المؤكد أن الوضع أصبح حرجا لسعادته بعد أن شاع الخبر منتشرا بين الصحف حتى وصل إلى مسامع أصحاب السمو والمعالي...؟!
فلنفترض أنه لا مفر!
ولذا اطمئنوا (في الخيال) أن التغيير قادم! وأنه سيفعل ذلك مرغما...
فبعد الفضيحة لم يعد لديه مخرج ولا خيار! .
حسبكم الله .. وقد احرجتموه!
وضيقتم على سعادته في -تهيؤاتكم- الخناق!
سأقول في ضميري : للمتنحين لا !..
والف لاء في (خيالي) للغباء .
* كاتب