بوح
(فلسفة اللطف)
بقلم الأستاذة / نوف الحسين *
(ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير)
آية (14) سورة الملك
سبحان الخبير اللطيف الذي تقدست أسمائه وصفاته وتنزهت عن كل نقصان .. اسم الله اللطيف تكرر سبع مرات في القرآن الكريم في مواقع منوّعة ، لينقل لنا الله سبحانه وتعالى عظمة لطفه على سائر عباده .. يقول ابن القيّم :
وهو اللطيف بعبده ولعبده .... واللطف في أوصافه نوعان
إدراك أسرارا الأمور بخيره....واللطف عند موقع الإحسان
فيريك عزته ويبدي لطفه .... والعبد في الغفلات عن ذا الشان
فالله سبحانه يلطف بالعباد .. ويترفق بهم .. نسأل الله أن يلطف بنا دوماً وينعم علينا بلطفه ورحمته...
واللطف سلوك محبب وجاذب .. يعطي توهج مريج .. ويسهّل على الآخرين الأخذ والعطاء ونموذج يحتذى به ..
نحن نعاني من تيبس الوجوه بعد مغادرة الابتسامة .. ومن نعيق الأصوات في المخاطبة والحوار.. ومن النظرة الاستباقية الجائرة نحو الأمور.. نسينا أن نتلطّف بأنفسنا وبمن حولنا.. فأصبحت أرواحنا كصحراء قاحلة لا ماء فيها ولا كلأ ... فحرمنا ذواتنا من السعادة حين نتعامل بلطف مع أنفسنا ومن ثم مع الآخرين..
كانت الحياة بسيطة جداً .. مليئة باللطف .. مزدهرة بحسن التعامل والترفق والاحتواء .. واليوم نتلمس بصيصاً من لطف في زحمة الحياة وتراكمات السنين .. لنعد من جديد إلى لطفنا المعهود .. كونوا هيّنينَ ليّنين سمحين لطيفين رفيقين بالآخرين
( ولا تصعّر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحاً . إن الله لا يحب كل مختال فخور)
آية 18 سورة لقمان
* كاتبة ، وتربوية
1 ping