يا رب نفتك من المدرسة
بقلم الأستاذ / نهار ناصر السهلي *
مساء الاسترخاء ، صباح الهدوء ، وأيامكم سعيدة بإذن الله بالأخذ والعطاء للارتقاء ، و( يا رب نفتك من المدرسة ) دعوة ثقيلة وأمنية مؤلمة للأسف ، سمعتها من طلاب مرحلة ابتدائية بمكان ما بيوم ما ، وهي لسان حال أغلب طلابنا بجميع المراحل في الوقت الحالي ومن زمن بعيد للأسف ، شئنا أم أبينا ، وما عشق طلابنا للإجازات وبهذا القدر إلا دليل آخر ، وما معاناتنا من تفلتهم على الغياب إلا تأكيدا لذلك ، البيئة غير جاذبة يا سادة ، وربي غير جاذبة ، حقيقة بالاستنعام ننكرها ، ولم نجهد أنفسنا في حلها إلا من خلال فلاشات إعلامية وأحرف منمقة متراصة تساق من علي كراسي المكاتب لتصل من خلال رسالات بريدية لا تربطها بالواقع الحقيقي إلا ردود المدارس بتم ( ورقيا ) ، وبصور وألوان وخطوط مزبرقة يطير بها الرؤساء فرحا ليتجمل كل منهم عند رئيسه ، وإقرار حصة نشاط ( إضافية ) شكلية أصبحت واجبا وعبئا ثقيلا مجهدا و(مكروها) من الطلاب والمعلمين ، وخروجا متأخرا مزعجا للأهالي ، لا ترفيه وممارسة نشاط مرغوب من خلال الوقت المدرسي المحدد المعتاد ، يقف بي التفكير طويلا أمام العجز الكبير لوزارتنا الموقرة على إدارة هذا الملف بشكل مناسب وإدراك أبعاده رغم أهميته القصوى ، من وجهة نظري لو ُترك هذا الملف للمدرسة وبيئتها وظروفها وبمساحات من الحرية والدعم المادي والمعنوي وبخطوط عريضة ومراقبة مخرجات ، لوجدت الكثير الكثير من الأريحية والتآلف والإبداع والإنتاجية ، ولكن بشروط منها :
- أن لا تتعدى التعاميم والطلبات البريدية والرسائل الوتسبية العشرية أن لم تكن المئوية المشغلة للقائد وإدارته والمطلوب قراءتها والرد عليها أكثر من طلب واحد بالأسبوع .
- أن يعود عمل المشرف فعليا إلى ممارسة الإشراف والتوجيه والتقويم والمشاركة والتعاون لا إشغاله بالرقابة والتفتيش والتقييم والتصنيف المدرسي .
- أن لا يتعدى المعلم 18 حصة ليرتاح ويريح ف ( الضغط على المعلم يشغله عن الرعاية التربوية والنفسية السليمة للطالب ) و (يحرمه المشاركة في الأنشطة اللاصفية بشكل فعال )
- العمل على اكتمال التشكيل المدرسي من معلمين وإداريين ، ومعالجة ما تم هذا العام بالذات ما يخص النقص الملفت جداا في المعلمين .
- تفعيل التقنية والإنترنت في المدارس بشكل حقيقي وإعطاء الطلاب فرصة التعامل معها .
- البحث عن حلول حقيقية للحقيبة المدرسية ، ف (الظهور ) لو حكت بكت .
- وجوب التأني التام في القرارات وجعلها تأخذ حقها من الدراسة الفعلية ومشاركة المعلمين والطلاب وأولياء الأمور فيها ، مثلما أبدعت الوزارة بأخذ الرأي حول( التقويم الدراسي) للسنوات القادمة .
فمشاركة القرار قبول وتفاعل ورضا وحب .. ودام الجميع بخير
* كاتب ، وتربوي
3 pings