أغانينا القديمة في ذاكرة الوطن
بقلم الأستاذة / أمل الغامدي *
تتنافس شاشات التلفاز المحلية والمعروفة في عرض الأغاني الجديدة التي تتغنى بحب الوطن وعشقه وذكر امجاده وتاريخه منذُ الأزل عند كل حدث مهم تمر به مملكتنا الحبيبة.
وعلى الرغم من تواجد الجديد منها على الساحة وانتشاره سريعاً إلا أن الأغاني القديمة مازالت محط أنظار الجميع ولا تغيب أبداً عن المشهد مهما كان، فهي حاضرة في الأذهان قبل أن نسمعها.
فالكلمات الجميلة والمُعبرة تظل دائماً وأبداً موجودة مهما كان الجديد.
فوق هام السحب وإن كنتي ثرى.فوق عالي الشُهب ياأغلى ثرى..
مجدك لقدام وأمجادك ورى..وإن حكى فيك حسادك ترى
مادرينا بهرج حسادك أبد
انتِ مامثلك بهالدنيا بلد
والله مامثلك بهالدنيا بلد
فقد تغنى الفنان محمد عبده بهذه الكلمات الرائعة ممجداً الوطن بصوته الشجي جعلنا لا نمل من ترديدها وسماعها بكل وقت، وهي في أذهان السعوديين الكبير والصغير منهم.
كما تتصدر الأغاني جمالاً وفناً؛ أُغنية الفنان طلال مداح فصدح بصوته الجميل قائلاً:
حِنا حُماة أرض الوطن رافعين أعلامها..
من كرم ربي لنا اختارنا خدامها..
من يثرب الإسلام لأم القرى..كل الجبال وحبات الرمال..
قالت فهد آل السعود امامها.
وهذه الأغنية بالذات لها في نفسي محبة منذُ الصغر فقد كنت في المرحلة المتوسطة أرددها في احتفالات المدرسة وأقف أمام جمع كبير من الأمهات والطالبات والمعلمات وأرى الجميع يطربون وكأنهم للوهلة الأولى يسمعنها.
ومن الطلاليات إلى اغنية الفنان محمد عمر" ففيها ننهل جمال الكلمات من القلب للوطن.
وشمٌ على ساعدي نقشٌ على بدني..وفي الفؤادِ وفي العينين ياوطني
شمساً حملتك فوق الرأس فانسكبت..مساحة ثرَّة الأضواء تغمرني.
ونقف عند الفنان أبو بكر سالم حينما كتب ولحن وسجل في ٢٨ ساعة فقط أغنيته المعروفة يابلادي واصلي عام ١٤٠٠ه حيث أُلقيت أمام قادة العالم في عهد الملك خالد رحمه الله وقال فيها:
يابلادي واصلي والله معاكِ
واصلي واحنا وراكِ
واصلي والله يحميك إله العالمين.
عندما تغنوا بها رُبما لم ارى النور بعد وليس لي وجود على هذه الأرض،ولكن حُب الوطن وجماله جعل من كلمات وشعر الوطن رياض من الورد لم تمت مع مرور الزمن، ولم تذبل القديمة مع ظهور الأغاني الجديدة فهي حاضرة زمناً طويلاً علقت بأذهاننا صوتاً وصورة فالكلمات الشامخة والجميلة تظل كما هي لا تشيخ أبداً أبداً.
وهناك الكثير والكثير للوطن ولكن لايسع المجال لذكرها،فقد تميزت وبقيت ولم تندثر رغم وفاة من تغنى بها شاعراً أو مغنياً أو ملحناً أو ربما الجمهور الذي استمع لها أو شاهدها.
.
همسة أمل:
وطني ستظل عشقاً ابدي، فلست حبيباً يخون أو قريباً يموت أو ذكرى ستذهب ولن تعود..أنت الوطن* جميعهم سيذهبون ويموتون وتبقى أنت.
* كاتبة