رسائل عشوائية
بقلم الأستاذ / عادل الدوسري *
- إلى الزمن:
سوف أعبرك بوجه مستعار، وقلق دائم، فقد فقدت في صراع الحزن والخيبات استقراري، وعلّي أن أشكل هذا المدى وفق المرحلة. إن أصعب ما خسارة مرت بي هي فقداني لجسارتي، لأن تلك الجسارة كانت هي جسر العبور لكينونة الإرادة التي تختفي خلف جدارها الكثير من الفرص الممكنة والمستحيلة.
- إلى قلقي الدائم:
لا تراودني عن طمأنينتي أكثر، فقد سلبت خسائري المتعددة مرونتي مع الحزن، وجعلتني أنتظر موتي في ظل (مستعار) إذ أن ظلي مفقود هو الآخر، وها أنا ذا بين جبابرة الأوجاع أنتظر الضربة القاصمة التي تقضي على آخر ما أملكه من نثار الرغبات المتشبثة بالحياة.
- إلى قصيدتي:
لطالما كنتِ عوجاء الوزن، منعدمة القافية، غير أنكِ برغم كل العناد الأهوج، كنتِ الوحيدة التي كانت تتحمل غثاء أوجاعي، وفضفضتي، حتى حرمتك من بقية الطقوس الحياتية التي تمارسها أي قصيدة عادية، اليوم فقط انتبهت أنني لم أكتبك يوماً وأنا أشعر بالفرح، ولم أكتبك يوماً في حالة مديح، ولم أكتبك يوماً في أي مجال آخر من مجالات الشعر، لم أكتبك إلا في لحظات الحزن!
لقد أردت كتابة الكثير من الرسائل العشوائية التي سوف تظل بعد ذلك مجرد حبر على الأوراق، فلن تعبر كلماتي إلى كينونة الزمن، ولن تمسح عني وعثاء القلق، ولن تقيم وزن قصيدتي، ولكن حين أردت أن أكتب، فكرت كثيراً إلى من أكتب وماذا أكتب؟ فما كان أمامي في لحظة التجلي إلا الزمن وقلقي الدائم وقصيدتي!
أخيراً:
منحوني أغنية، وتركوني في مواجهة العالم، كنت أظن أن أغنيتي أشد بأساً من شراسة الكون، ولكن عند أول انكسار، عبرتني الأغنية واختبأت في حنجرتي!
* كاتب