معركة الرأي
بقلم الكاتبة / أبرار القحطاني *
إن من سنن الله الكونية التي سنّها في هذا الكون أن جعل الإختلاف طبيعة بين بني البشر، فالإختلاف في الأشكال والألوان والأراء..وتفاوت الناس بقدراتهم وعقلياتهم... كما قال تعالى "ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولايزالون مختلفين إلا من رحم ربك".. *سورة هود*
ولكن هناك من يعتقد أن مجرد إختلافي معه هي انطلاق معركة ووجود ضغينة بيني وبينه، ونسي أن الله لما خلقنا ميز كل واحدًا منا ببصمة خاصة به ..وعقلا يتميز به ..ورأيا يعبر عنه ..ولا يعني إختلافي مع طرف هو إعلان حرب أو استعراض في طرح الآراء كي أكون فقط الطرف المعارض لمن أمامي ..ولكن ينبغي أن نحمل تلك النفوس التي تتسع لغيرها..وتتحمل عقول بعضها..
وهنا علي أن أشير إشارة لطيفة وقيمة..
أن هناك مبادئ وقيم وأخلاق سنّها الله لعباده ، لايمكن الإختلاف فيها لأنها ليست عرضة للنقاش وتبادل الآراء ..ولكن ما أود أن يفهمه المجتمع ثقافة الاحترام ..وتقبل ثقافة الإختلاف.. وتقبل أخذ الرأي السديد وإعطاء مجال للعقول أن تتبادل ثقافات بعضها كما قال تعالى "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ، إن أكرمكم عند الله أتقاكم ، إن الله عليم خبير"..
وإن من شيم الأخلاق أن يسمع الأب لابنته ويتشارك معها ثقافة الحوار وقس على ذلك الأخ والأخت والزوج لزوجته والمجتمع بأسره ... فالاستماع والحوار الراقي يعطي مساحة كبيرة لنتنهي كثير من المشكلات ويغلق كثير من الفجوات ... ولا يعني تقبلك لرأي هو دليل ضعف . إنما دليل قوة وثقة وإعطاء الآخرين فرصة في التعبير عما يجول بنفوسهم .. وكل مانحتاجه كثير من الهدوء والاسترخاء لا أن نخلق معارك وهمية تُحدث في حياتنا ما لا يحمد عقباه..انصت وتعقل وتوصل في النهاية إلى ما يجعلك تصل إلى سلم النجاح .محدثا نفسك أن خيارات الحياة متاحة للجميع فلا تغلق على نفسك ما هو بين يديك .. واستعن بالله قبل كل شيء فإنه عونه كفاية .
* كاتبة
1 ping