ظواهر غريبة في مجتمعي..لماذا ؟!
بقلم الكاتبة / سهام الخليفة
عجبي ..
رغم التطور في مجالات الحياة من حولنا ، ورغم التقدم العلمي والاجتماعي في مجتمعاتنا ، ورغم كل الجهود المبذولة لتوفير وسائل المدنية والرقي لينعم المواطن بالراحة والرفاهية؛ إلا أن هناك أفراد بمثابة معاول هدم، و بؤر فاسدة ، خلايا تخريب ،وأدوات تخلف ، هم افراد لا يتورعون عن القيام بأعمال غير منطقية ، ولهم سلوكيات مشينة،
تراهم يدمرون كل ما هو جميل،
فلا يسلم منهم الحجر والمدر ، ولا يأمن منهم اي مبنى ولا شجر، وحتى صروح العبادة والعلم نالها التخريب والانتهاك بأيديهم وأرجلهم .
فنرى كتابات غير لائقة ،ورسوم خادشة للحياء ، ومُخلّة للآداب والأخلاق ناهيك عن تحطيم الأثاث وتعطيل الخدمات ومضبعة للثروات، ناهيك عن الاستياء الشعبي من تلك التصرفات المنحرفة.
فإذا نظرنا إلى تلك السلوكيات ومن يقوم بها ، فإننا نتساءل ما السبب في وجود تلك الظواهر الشاذة ؟
وعلى من تقع المسئولية في اتباع نهج الاتلاف والتدمير؟
هل يعاني أولئك من فراغ وفير فيستغلونه في تلك الاعمال الشقية؟
هل هو قلة وعي وجهل وعدم ادراك للرشد والصواب ؟
هل هو اهمال و تقصير من المؤسسات الاجتماعية وعدم التنشئة الصحيحة والتربية السليمة لهؤلاء الجماعة..؟
ومن المؤلم جدًا استمرار تلك الظواهر وتكرارها ببرود ودون تأنيب ضمير أو أسف؛ إلا ويصرون على التفنن والتنويع في إلحاق الضرر بالممتلكات العامة والخاصة إذ لم يشمل الاعتداء على الارواح البريئة بالتخويف والترهيب بحركاتهم المجنونة.
هل بأفعالهم الغير سوية يبعثون برسالة معينة مؤداها لفت الانظار إلى نواقص معينة وحاجات ضرورية لم تتوفر لهم فأدى بهم الى المطالبة بها بطريقة خاطئة بعدما يأسوا من الاستماع لهم من أي جهة مسئولة؟
هل هي ثورة وتمرد واضطراب نفسي بسبب عقد ومواقف تعرضوا لها في حياتهم فأرادوا الانتقام ؟.
تبقى تساؤلات حمّة الى أن تتم المواجهة والعلاج الحاسم الناجع أما بحوار عقلائي واحتوائهم بالتفهم لمطالبهم ومحاولة السيطرة على انفعالاتهم وتقليل الفجوة بين تضارب المبادئ وتناقض القبم لديهم .أي السعي للاصلاح التربوي البنّاء من قِبل المؤسسات الاجتماعية بدءً بالأسرة لأنها اللبنة الاولى في حبكة نسيج المجتمع.
وإن لم تنفع وسائل الاعلام بالحد من تلك الظواهر عبر قنواتها المختلفة ،كان الحق للسلطات الرسمية في تطبيق سياسة العرامات والعقوبات الصارمة .
مجملًا:
إن أي طفرة مفاجئة في مسار أي جماعة مع وجود الدوافع الغير طبيعية ،تُخلّف ارتباكًا وتؤدي إلى زعزعة الاستقرار النفسي وخاصةً فيما لو قوبلت بالاستنكار والذم والقمع والنبذ دونما محاولة للتوعية والتثقيف ، والاحتواء .
فهناك مواهب وعقول وقدرات متفجّرة بالنبوغ ببن تلك الجماعات ، لكنها للأسف مُهدرة وسائبة.
فحبذا لو أتيحت الفرصة لاستغلالها إيجابيا في مراكز ودورات ومعارض، فيقينا سبختلف الوضع كلية ً؛ فنحن نرى ما يحدث بالخارج من ابداع حينما احالوا الشوارع والمباني الى تحف مبهرة،مدعاة للفخر والتقدير .
فهل سيتسنى لنا رؤية ذلك واقعًا جميلًا في مجتمعاتنا ، أم يبقى الأمر مثل السلسلة العقيمة لا يُعرف طرفاها ؟
فحينما نعترف بوجود تلك الظواهر سوف نتمكن من معالجتها.
اعتقد أنه ممكنًا ، و ليس مستحيلًا البتة .