بأي ذنبٍ قُهرت
بقلم الكاتبة / آمال الغامدي*
لقد كتبت هذه الكلمات من بوح وألم صديقة عزيزة لدي تقهر وتظلم وتعاتب وتلام من قبل أهلها من أجل كلام الناس أصبحت ضحية استعباد واستبداد لا تمت للدين بصلة ولا للشرع بنهج ، تقهر وتظلم إلى حد أنها قد تفقد نفسها بسبب أنهم يريدون بقائها مع من لايستحق أن يكون شريك لها أو عوناً لها في حياتها .
ليست هي الوحيدة التي تتألم من هذا القهر والظلم الذي عاشته، فكثير من هم يتعايشون هذا الألم ويخضعون للصمت والسكوت المميت خوفاً من كلام الناس وسأقول بلسان حالي واصفةً حالها : ماذا فعلتُ وماذا جنيتُ ليقال عني مايقال، إلي هذا الحد جعلتم الناس همكم وشغلكم الشاغل ماذا سيقولون وعن ماذا سيتحدثون، إلي هذا الحد أصبحتُ رخيصةً لديكم لكي تقهروني بتأنيبكم وعتابكم وتهدِداتكم التي لاتتوقف بين الحين والآخر ، يا آسفي على من ظننت أنهم لي سنداً وذخراً، يا أسفى على من أعتقدت أنهم لي عزاً وفخراً، لماذا تريدون أن أدس السم في حياتي ؟ لماذا تريدون أن أدفن نفسي بالتراب ومازلت على قيد الحياة.
بأي ذنبٍ اُقهر
لماذا .....؟؟؟؟؟
تريدون مني أن أظهر لكم بأحسن حال !
وأنا أتقطع وأتجرع الألم والهم والحزن والضيق والكرب
كل ذلك من أجل أنكم تخجلون من كلام الناس أن يقولوا عني مطلقة ؟
لماذا تريدون كسر قلبي وحياتي وأنتم عزوتي وأهلي من أجل عادات وتقاليد وجاهلية وخوف من عالة أو فقر والرزق بيد الله ليس بيد أحدٍ منكم.
إن الإسلام دخل على هذه الأمة لكي يخرجها من الظلال إلى النور ، ومن الإذلال إلى العز والرفعة ومن الاستعباد إلى الحرية
ومن الظلم إلى العدل والمواساة ومن استناقص المرأة إلى رفع مكانتها وشأنها.
صحيح الطلاق أبغض الحلال ولكنه في النهاية حلال ولم يحرمه الله إذا كان هناك مصلحة للطرفين بل إن الله يقول "
"وَإِن يَتَفَرَّقَا يُغْنِ ٱللَّهُ كُلًّا مِّن سَعَتِهِۦ"
أعزائي الأفاضل ضع نصب عينيك وافهم واعقل أن الله عز وجل الذي خلق الخلق كلهم جميعاً ، وأنعم عليهم جمعياً ، بنعمه التي لاتعد ولا تُحصى ، قالوا عنه ثالث ثلاثة وهو خالقهم وهو رازقهم ومع ذلك تكلموا في اُلوهيته تعالى الله عز وجل عن كل نقصٍ وعيب .
تكلموا في أشرف الخلق واحب الخلق الى الله محمد رسول الله وقالوا عنه ساحرٌ ومجنون وحشاه عن ذلك القول صلى الله عليه وسلم
فماذا عني وعنك !؟
على ماذا تهتم وتكتم نفسك وتغيظ من أجل فلان سيقول عني كذا وكذا؟
لماذا لا يكون همنا واهتمامنا وشغلنا الحقيقي هو مراقبة الله عزوجل لنا ؟
وماذا يقول الله عنا وماذا قدمنا؟
وهل ما أفعله يرضي خالقي أم يغضبه؟
مهما فعلنا ومهما كُنا فلن نسلم من ألسنة الخلق فالواجب علينا جميعاً رحمة من هم تحت أيدينا ونعلم أن الظلم ظلمات يوم القيامة وأن الله حرم الظلم على نفسه وعلى عباده ، فلا نعزز ونأيد الخطأ بخطأ بل نعالج ونسدد ونقارب ، فالمصلحة التي فيها منفعة والتي نرجي منها النفع والصلاح نأيدها ولا نرفضها ، وأختم قولي بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم
( اللَّهمَّ إنِّي أُحرِّجُ حقَّ الضَّعيفَيْنِ: اليتيمِ، والمرأةِ)
أُحرج: بمعنى أُلحق الحرج والإثم .
5 pings