سرقات مباحة
بقلم الأستاذة / أمل حسن جلال*
قد يتبادر إلى الذهن أنها السرقة الأدبية التي يسرق من خلالها كاتب أو شاعر فكرة ما أو لفظ ما
إلا أن هذا النوع المباح والمتاح للسرقة كان بمحض إرادتنا وقوتنا
ثمة لصوص يسرقون لحظات حياتك وشبابك وحيويتك كنت أنت المعين لهم ونعم المعين منحتهم لحاظك بلا حساب فانتهكوا حرمة إنسانيتك ولطفك وخبؤوا سموم الغدر بين ثيابك التي سترتهم بها من البرد القارس
ثمة أبناء منحناهم قوتنا ومالنا وأخرجت الأم الزاد من فمها ليلتقمه أحدهم جورا وطغيانا وجحودا
ثمة أصدقاء غلفت لهم السعادة ومنحتهم من وقتك رغم جهدك وحاجتك للثواني تنازلت لهم كثيرا وأنفقت من مالك لترسم ابتسامة الرضا على وجهوههم فصدموك بالتبذير وهدر ذلك المال بين رفاهية ومتع وتجميل
ثمة أحبة أخرجت لهم من جوف قلبك الدلاء بخلاصة ماعندك حتى أصبحت صفرا فطغوا وتجبروا عليك بعد فقرك واستغنائهم عنك
ثمة لصوص يحتالون الشفقة والعطف من أصحاب الأيادي البيضاء فيلوثون تلك الأيادي ويلطخونها بالحقد والكراهية والحسد وتمني زوال النعيم
لا بأس نحن من سلمنا لهم مفاتيح أعمارنا ليحتلوا ذلك الوقت والجزء الكبير من حياتنا ويلقنونا درسا في العطاء
لا بد من التوقف عن السذاجة ومنح أنفسنا فرص عظمى لنسعد بهذه الحياة لا أن تكون تلك العلاقات والمشاعر سببا لتدمير قلوبنا وإنسانيتنا وضياع أموالنا
لا للتضحية البلهاء
لا للعطاء المتزايد
لا لتفضيل الآخرين على أنفسنا
فالإيثار إن لم يكن لأهله فقد يهلك أهله..