واصلت دورة “ظاهرة المخدرات ودور الإعلام في الوقاية منها” المقامة حالياً بقاعة الملك فيصل في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة، فعاليات يومها الثاني، بحضور عدد من الإعلاميين والإعلاميات.
وشارك استشاري الطب النفسي والإدمان في مستشفى الأمل بجدة الدكتور خالد العوفي في الجلسة الأولى بورقة عمل ذكر فيها أن المرض النفسي قد يؤدي إلى الإدمان والعكس، وفي ذلك اختلاف كبير في طريقة العلاج والتعامل مع المدمن في الحالتين من خلال التعرف على الأسباب التي دفعت المريض إلى تجربة المادة المخدرة، والوقوع فريسة لها وكيفية التعامل في هذه الحالات من خلال العلاج والاحتواء لتخطي مرحلة الخطر وتجنب الانتكاسات.
وأكد العوفي أن تأثير المواد المخدرة على الإنسان خطير جداً، حيث يجعل الإدراك بطيئاً أو منعدماً، مما يؤدي إلى الكثير من المشاكل للمدمن نفسه وبالتالي الأسرة ومن ثم المجتمع، محددا بعض النقاط التي يتعرف بها المتدرب على الأسباب التي دفعت بالمتعاطي لتجربة المخدر لأول مرة، وكيفية تجنبها من خلال تأسيس الرقابة الذاتية لدى الفرد في الأسرة، وتعزيز الثقة بالنفس وطرق اختيار الأصحاب والعديد من المعلومات الوقائية لاكتساب مهارات الوقاية وتفعيلها في المجتمع ، موضحاً أن سياسة المملكة في العقوبات تجاه مدمن المخدرات أن يعامل معاملة المريض حيث يحتاج إلى العلاج، بخلاف المروج أو المهرب .
وبين أهداف برنامج مركز استشارات التابع للمشروع الوطني للوقاية من المخدرات “نبراس” وما يقدمه من خدمات استشارية للأسر وخدمة العلاج القصري بالتعاون مع المديرية العامة لمكافحة المخدرات ومستشفى الأمل من خلال استقبال المكالمات المجانية على الرقم 1955 ، مبيناً ساعات عمل المركز التي تبدأ من الساعة السابعة صباحاً حتى الساعة العاشرة مساءً ويشرف عليه متخصصين ومتخصصات .
فيما تناول مدير إدارة خدمة المجتمع في مستشفى الأمل بجدة الأخصائي النفسي سليمان بن حميدي الزايدي في الجلسة الثالثة مهارات صناعة التوعية، مبيناً ان هدف “نبراس” هو تقليل الحاجة لمستشفيات الإدمان وليس تأسيس مستشفيات بسعة استيعابية كبيرة، وان كنا بصدد عمل مستشفى تخصصي كبير بدعم من شركة سابك الداعمة للمشروع الوطني للوقاية من المخدرات الذي يحظى باهتمام من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية ورئيس اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات.
من جانبها دعت مساعدة مدير الإعلام التربوي بتعليم القريات منى العبدلي من خلال مداخلاتها إلى ضرورة تفعيل لغة التواصل بين أفراد الأسرة، كما دعت أولياء الأمور إلى أهمية احتواء الأبناء خاصة في مرحلة المراهقة.
وعن التدريب ناشدت العبدلي أن يكون التدريب حسب الاحتياج حتى نتمكن من تحقيق الأهداف مؤكدة أن العمل التوعوي حاجة مجتمعية متطورة مع تطور المجتمع بجميع فئاته وثقافاته المختلفة للوصول للأهداف المنشودة، وهذا بتوحيد الجهود بجميع القطاعات الحكومية والأهلية والبدء بالمجتمعات الصغيرة من خلال الأحياء والقرى.
وعن دور الإعلام قالت العبدلي: الإعلامي المميز هو الذي يطرح مادته الإعلامية عبر التقارير النوعية التي تكون كالشريك في التوجيه مع تلك القطاعات المهمة، وقدمت العبدلي شكر إدارة التعليم بمحافظة القريات للجنة الوطنية لمكافحة المخدرات .
مما يذكر أن غداً “الأربعاء” سيكون آخر أيام الدورة ، بحضور معالي مدير جامعة الملك عبدالعزيز، حيث سيشارك أحد المتعافين من الإدمان في عرض تجربته مع الإدمان وكيف تغلب عليها بفضل الله وبفضل جهود الدولة في علاجه وتأهيله.