
حوار : الجريدة الورقية تداعب حنين الماضي
مع الدكتور والإعلامي / عبدالله الكعيد
تحاوره – الإعلامية / هيفاء آل شمّاء
مقهى أرجوحة شرقية الأدبي يطل عليكم في سلسلة من الحوارات مع بعض الأدباء والمثقفين في بلدنا الغالي و وطننا العربي العزيز .
يدفعنا إلى ذلك فضول عظيم لمعرفة طقوس كل كاتب وشغفهم تجاه الحرف ، والتغييرات التي تصب في صالح الأديب .
شخصية اليوم تجاوز الصعاب بحنكته وحكمته وبإسلوبه المميز الساحر , شخصية الأديب الدكتور عبدالله الكعيد من الشخصيات المتميزة بحرفه وبوحه .
أديب يجيد رسم ملامح الإبداع في حضوره ، يستلهمون منه الدروس والعبر ينتظرونه بشغف وهذه من الشخصيات التي خدمت الأدب والإعلام السعودي .
في حضرة الجمال والكتابة الأدبية المنوعة أخذتنا الكلمات ومتعة الحديث إلى حوار طويل مع الأديب والإعلامي الممتلىء بالعطاء والخير والجمال ، مقهى أرجوحة شرقية الأدبي يرحب بك .
ماذا لو عاد بك دولاب الزمن ؟
أنا إنسان راضٍ بما كُتِب لي وقُدِّر لهذا لو عاد بي دولاب الزمن كما اسميتموه لعشت ذات الحياة في ذاك الزمن واتخذت ذات القرارات وتمنيت ذات الأمنيات التي تحقق معظمها ولله الحمد لهذا انا قانع وراض بما انا عليه وفيه.
الجميع يعلم أنك تجمع ما بين الكتابة ومهنية السلك العسكري ( المرور) هل أثرّ هذا التضاد على قراءات الدكتور عبدالله وتفكيره الأدبي؟
لا أرى تضادا ما بين الكتابة بكافة حقولها وما بين المهن المختلفة فالكتابة أو الأعمال الإبداعية بصفةٍ عامة لا علاقة لها بالمهنة أو التخصص فكم من طبيب كتب قصائد شعرية بالغة العذوبة والرقة وكم من عسكري أيا كانت درجته الوظيفية ألّف مقطوعات موسيقية شنّفت الآذان وكم من سياسي كتب القصة والرواية والمقالة وكم من تاجر ورجل اعمال واداري أبدع في الفن التشكيلي أو التصوير الفوتوغرافي. أعرف جرّاح مخ وأعصاب شهير في بلده يعشق التمثيل وتٌسند اليه أداور كومبارس ويقبل بها. أما من جانب القراءة فأنا اقرأ بشغف منذ الصغر وقبل حتى تحديد ملامح مستقبلي المهني أو الوظيفي، ربما أتاح لي المجال الأمني أن اتعمق في البحث وهو ما افادني في أسلوب تقصي الحقائق قبل أن أتناولها في مقالاتي.
لديك مؤلف جميل يحمل اسم ( الاشهب ) واستخدمت فيه الرمزية بشكل مُبهر هل يجد الكاتب عبدالله أن الرمزية اكثر جمالاً من النص المباشر ؟
أشكركم على إطراء (الأشهب) نعم صحيح استخدمت الرمزية حين كتبت عن عالم (القطط) وقد تأثرت بابن المقفع الذي ترجم حكايات بالغة التشويق على لسان الحيوانات والطيور وقد سبق كتاب كليلة ودمنة أفلام الرسوم المتحركة (الانيميشين) بقرون وقد وجدت تلك الرمزية المغرقة بالتخيّل والفنتازيا أسلوبا مغريا للسرد يستهوي شرائح مختلفة من القرّاء. وقصّة (كاد الأشهب أن يكون زعيماً) في مجموعتي القصصية تُحاكي ما ترجمة عبدالله بن المقفّع.
من هو مُلهم الكاتب عبدالله ومن هو العرّاب الذي تقول له شُكراً؟
الملهمون لي (ككاتب) كُثر فكل من قرأت له نصّا لامس عقلي فقد حرّضني على التفكير الإيجابي وبالتالي دفعني للكتابة والعرّاب (الخفي) الذي أدين له بالفضل في تكويني المعرفي والثقافي هو علاّمة الجزيرة العربية الراحل حمد الجاسر رحمه الله الذي دفعني من حيث لا يعلم الى التعلّق بالقراءة وأنا في المرحلة الاعدادية وتلك قصّة أخرى ذكرتها مرارا.
هل وجدت في أسرتك من يمتلك موهبة الكتابة والعزف على الورق ؟
نعم ابنتي الكبرى سحر تمتلك موهبة الكتابة الأمر الذي جرّأني على أن أطلب منها أن تكتب مقدّمة كتابي الثالث بعنوان (الذين طاروا مع العجّة) وبالفعل ربما تكون سابقة أن تٌقدّم بنت كتاب والدها للقرّاء وأنا فخور بذلك.
في السنوات الاخيرة أصبح الكاتب لا يُقرأ له ورقيّاً واتجه العالم الى التقنية وقراءة ما يريدون من خلال تطبيقات عديدة ما هو رأيك في القراءة الالكترونية ؟
بحُكم أنني من الجيل الذي كتب كثيرا على الورق وتعلّق بهِ اشعر بالحنين الى الجريدة الورقية والكتاب الورقي وملامسة الأوراق النقدية ومع هذا لا مناص من التحول الى الفضاءات الاليكترونية وقراءة ما ينشر فيها، وأنا بعد توقفي عن الكتابة في الصحف الورقية أنشأت موقعا إلكترونيا على الشبكة العنكبوتية أنشر فيها مقالاتي وأفكاري وبعض المقاطع المصورة لي .
في منعطف الحياة يوجد لدى كل انسان زاوية استجمام للعقل والروح ماهي زاوية استجمام الأديب عبدالله الكعيد وأين ؟
انعزالي معظم الوقت في مكتبتي الخاصة هو الاستجمام الذي كنت ابحث عنه ووجدت فيه السياحة الفكرية باذخة المتعة دون منغصات أو تعكير صفو حياتي سيما وقد بلغت من العمر ما يستوجب الهدوء وكثير من التأمل والتفكير.
لك عمود سابق في جريدة الرياض ( القافلة تسير ) هل تُفكّر بإصدار كتاب يجمع المقالات التي كنت تكتبها ؟
عنوان (القافلة تسير) أصبح يلازمني لهذا اسميت موقعي الجديد بذات العنوان وأنا الآن أقوم بأرشفة المقالات الغير مرتبطة بحدث أو زمن معين وأقوم بتصنيفها حسب الموضوع أو الفكرة وقد أنشرها في أكثر من إصدار.
برأيك في المشهد الاعلامي الحاضر هل أُعطي الكُتّاب حقوقهم وتم تكريمهم من وزارة الاعلام ؟
أكيد أنتم تمزحون معي ،أو أننا في برنامج للمقالب (الكاميرا الخفيّة) عن أيّ تكريم تتحدثون يا رعاكم الله؟؟
في نهاية الوقت الجميل الذي استمتعنا به معك تحية وتقدير من مقهى شرقية الادبي ومجلة الرائدية الثقافية وشكراً لك كاتبنا الكبير.
الشكر لكم أنتم إذ اعدتموني الى المشهد الصحافي بعد غيبة.