
مع الوجدان المتدفّق واصوات الدوبيت والمسادير وقلب الشعر الكبير روضة الحاج
حوار مع الشاعرة / روضة الحاج
تحاورها / الإعلامية- هيفاء آل شمّاء
يتجدد اللقاء بكم في حوارات مقهى أرجوحة شرقية الأدبي ..
ضيفتنا هذه المرة عين تلتقط بدقة جمال
المعاني في صور تأخذ بوجدان المتلقي للغوص حد الغرق منتشي بسلاسة موسيقاها .. القديرة روضة الحاج …
القامة الشعريّة العربيّة في عصرنا الحديث الشاعرة روضة الحاج بدايةً سيكون سؤالي كيف استطاعت روضة الحاج ان تُثبت نجاحها في ظل الفوضى السياسية والمعيشية المُزمنة في بلدها السودان ؟
صحيح أن بلادي تشهد أحد أقسى مخاضاتها، لكنني أثق أنها ستتجاوز ذلك قريباً إن شاء الله.
أما عني فأنا لا أملك في هذه الحياة سوى الكلمات
أطبب بها جراحاتي وأعالج بها أوجاعي وأفر إليها من خوفي وقلقي العام والخاص وأحزاني وهزائمي
لذلك قد تزهر حديقة الكلمات عندي رغم جدب واقعي وبؤسه!
لو كنت قد أحببتني لعذرتني
ورصفت لي دربًا إلى منجاتي..
أحدٍ جماليّات السمراء في البيت السابق ..
من رصف الطريق لروضة الحاج ؟
كثيرون، أولهم أسرتي
أمي التي آمنت باكراً بأن لدي ما أقدمه ووالدي رحمه الله الذي غذى وجداني-دون قصد-بما كان ينشده فأحفظه عن ظهر قلب من الدوبيت والمسادير وفنون الشعر الشعبي والبدوي في السودان.
لكن إجمالاً ما من طريق مرصوف في الحياة تماماً إلا قليلاً
لا بد من تعب وصبر وتحمل ومشقة
وقد قدمت كل ذلك وما زلت أفعل!
حصلتِ على جوائز عديدة في محافل عربيّة مهمّة مالجائزة التي تركت أثراً في نفس روضة الحاج ؟
حصلت على جائزة برنامج أمير الشعراء الرابعة وجائزة عكاظ وهذه الجائزة، وهذا رقم عادي في عالم الكتاب والشعراء
فبعضهم حاصل على ما يقارب الخمسة عشرة جائزة!
لكنني سعيدة بهن
ولكل جائزة طعهما وميزتها وتقديرها عندي.
ماذا عن الأدب والشعر السوداني المُسجّى بلهجة السودان الجميلة هل لكِ في الشعر العامي السوداني اية مؤلفات ؟
الأدب في السودان حديقة منوعة الأزاهير والورود
عديدة الألوان والعطور وهذا في تقديري سر فرادته
لكنني أظن أنه لم ينل حظه كاملاً من العناية والانتباه
وظل بعيداً رغم توفر وسائل التواصل الحديثة والتي محت حجة (عدم وجود منابر وقنوات للعرض) تماماً
أما بالنسبة للشعر العامي فهو ليس مضماري عدا محاولات قليلة وفي ظروف محدودة جداً.
من مؤلفاتك مدن المنافي ما أقرب قصيدة فيه لقلبك ؟
يصعب علي تسمية إحداها
ليس دبلوماسية إجابة
لكنني أحب كل ما كتبت تقريباً
الأدب في السودان قوي جدًا منذُ الازل ويوجد قامات أدبية وشعريّة وروائية ناجحة ماهي نظرتك للأدب والفن والشعر في العصر الحديث تحديدًا في السودان ؟
صحيح هناك قامات أدبية سامقة في السودان بعضها لم يتح للمتلقي العربي التعرف عليها ودعيني إنحاز للمراة قليلاً حين أذكر رائدة السرد السيدة ملكة الدار محمد عبد الله مثلاً أو رائدة القصة القصيرة جداً (ق ق ج) السيدة فاطمة السنوسي، على سبيل المثال فقط كم من محبي وقراء الأدب يعرفهن؟
هذا هو التقصير الإعلامي الثقافي الذي أتحدث عنه
وهناك أسماء أخرى وتجارب مهمة كثيرة.
قلت في فوزك بشاعر عكاظ ِ( أن إشارات فوزي بشاعر عكاظ تتجاوزني إلى كل تجربة نسائية عربية في مجالات الأدب والثقافة المختلفة، ) جميل منك ان تهدي هذا الفوز إلى كل امرأة عربيّة تمتلك الجمال الشعري والأدب والفن ، هل استطاعت المرأة العربيّة الموهوبة ان تصل إلى العالميّة ؟
أعتقد ان الإجابة هي نعم بالتأكيد
المبدعات العربيات أثبتن جدارتهن الإبداعية منذ وقت طويل وقد اكتملت ملامح تشكل المشروع الإبداعي النسوي بامتياز
شعر السمراء واضح وصريح ويغلب عليه الاسلوب المُباشر مارأيك في الرمزية والغموض في الادب العربي بشكل عام هل تُضفي جمالاً للنص ؟
لا أتعمد شيء سوى أن أكون نفسي وأنا أكتب
حرة من كل قيد
ليس في ذاكرتي وأنا أكتب أدنى نية في إثبات شيء أو نفيه أو تجريب لون أو سوى ذلك
أنا أكتبني والأخريات فحسب!
ولكل مدرسة جمالياتها
إلى من تقول الشاعرة روضة الحاج ( ليتني عَلِمت حتى لاأتألّم) ؟ بمعنى هل هناك صفحة أو منعطف مؤلم تُريد روضة ان تمحوه من ذاكرتها دائماً ؟
الشعر لا (يفسر) على هذا النحو الحرفي
والقصيدة مجموعة اعتمالات وصراعات ذاتية تتجاوز القصص العادية والتصورات والسيناريوهات (الفضولية) إلى ما هو أبعد من ذلك بكثير
ويتوقف وصول تلك المعاني على مستوى التلقي.
هل يوجد صالوناً ادبيّاً نسائيا في السودان في العصر الحالي ؟
حسب علمي لا
كنتُ قد أسست منتدى باسم (أناسي) ونشطته ضمن مهام الأمانة الثقافية لاتحاد المرأة السودانية ثم واصلته في محاور أخرى ولكن أضطررنا للتوقف حالياً للظروف المعلومة.
ماذا اعطت العائلة السمراء روضة الحاج ؟
كل شيء تقريباً
الدعم والسند والمؤازرة والاحتمال
كل ما تعطيه العائلة وأكثر
في مُنتهى الحوار السّامي مع إحدى عظيمات السودان وشاعرات العرب تحية تقدير تليق بك ..
شكرًا لكِ من مؤسسات مقهى أرجوحة شرقية ومن أختك الأديبة / هيفاء آل شمّاء
مدير مقهى أرجوحة شرقية الأدبي بالرياض ومن مجلة الرائدية الثقافية
شكراً جزيلاً .