من دخل دار أبي سفيان فهو آمن

بقلم الأستاذ / غانم بن سليمان البجيدي *

عندما يشعر الإنسان بالاعتزاز بنفسه في أي مجال من مجالات حياته سواء كان في نسبه أو في ماله أو في قوته ، يظل يعتز بها ويحاول المحافظة عليها .

قد يكون هذا الشخص مخطئ ويصعب التعامل معه ، كونه يعتبر نفسه الأفضل ورأيه لا يقبل النقاش ، رغم أن الجميع متفق على خطئه.
هنا يجب معرفة الطريقة المناسبة لكيفية التعامل مع هؤلاء الأشخاص ، وذلك بتقديم النصيحة له بطريقة غير مباشرة والابتعاد عن أسلوب الأمر والنهي ، فمن المؤكد أن يتقبل هذا الشخص منك ويستجيب وقد يشاورك ببعض الأمور .
كما أن من أصعب التعاملات التعامل مع من فقد سلطته وفقد قوته ، فانكساره يؤثر سلبا على حياته بشكل عام ، فيجب أن يكون التعامل معه بطريقة مناسبة بحيث تعيد له هيبته ، وتشعره بأنه مازال قويا ، حتى يكون منتجا ومفيدا للمجتمع .
ولنا في رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أسوة حسنة ، فمن يقرأ في سيرته العطرة يجد أن لكل مشكلة حل وطريقة مناسبة للتعامل .
فعندما فتح المسلمون مكة عام ثمانية للهجرة ، أتى أبو سفيان بن حرب وهو رأس المشركين وقائد جيوشها ضد الإسلام ، إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ــ ليشهر إسلامه .
فاستقبله النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ وقال لأبي سفيان ليبشر أهل مكة : " من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ومن أغلق عليه داره فهو آمن ومن دخل المسجد فهو آمن ".
فانطلق أبو سفيان فرحا بهذه العبارة كون النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ خصص بيته ليكون آمنا لمن لجأ إليه ، رغم أن أهل مكة لم يكن أحد منهم بحاجة للذهاب لدار أبي سفيان في هذا الوقت فكل له داره ومن لم يجد له دار بإمكانه الذهاب للبيت الحرام ويعتبر آمنا .
ولكن هنا تكمن حكمة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كونه أعطى لأبي سفيان شيء من قيمته التي فقدها وعزز قوته المسلوبة منه عندما أشهر إسلامه.
فمن الذكاء أن تجد الطريقة المناسبة للتعامل مع الآخرين ، بحيث تكسب احترام وتقدير الجميع .

* رئيس مجلس إدارة شبكة الرائدية