الغائب الأبرز
بقلم : أ / عبدالمحسن بن ماهل القحطاني *
ما بين ما يسطره المتر يطنون (نسبه إلى الكاتب المخلص محمد الرطيان) وما يخطه المطبلون (والذين لا يعدون ولا يحصون) أجد نفسي أعيش حاله من التأمل , فثمة أسئلة تتبادر إلى الذهن ,,مفادها ومحصلتها تتمحور في التساؤل عن الأتي .
هل أصبحت تعرية الفساد والمفسدين, و دغدغة مشاعر وهموم المواطنين أمر أضحى يطرقه كل من يريد من الكتاب والإعلاميين كسب التعاطف وكسب اكبر عدد من المتابعين,؟؟
أم أن حجم قلة الأمانة واستشراء داء استنزاف المال العام يحتاج إلى أن يكون في بلادنا ثمان وعشرون مليون كاتب لطرق وتناول مثل هذه المواضيع !!!!.
هنا أقول, لعل من ابرز من كتب في معضلة الفساد الإداري والمالي . الأستاذ محمد بن عبد الله الشريف- الذي أكمل عامه الأول رئيساّ للهيئة الوطنية لمكافحة الفساد,, وكما يعلم الجميع بأن معالي الوزير الشريف كان له حضوراّ لوى الأعناق إليه إعجابا ولهفه إبان نزف قلمه الناصح الصادق ضمن أعمدته الرنانة في صحيفة الاقتصادية وغيرها من الصحف, الأمر الذي أدى إلى إعطائه الفرصة كي يحقق اليوم ما كان يُنظًًر ويدعوا إليه بالأمس ,,لكن ألا ترون معي بأن حجم العمل في تلك الهيئة ( هيئه مكافحة الفساد) يمشي على ديزل) أو بمعنى أخر دون مستوى الطموح في نتائجه أم أن معالي الوزير الشريف اصطدم بواقع مؤلم يصعب معه تحقيق تلك الأجندة والعقوبات والضوابط والأساسات والقواعد للمدينة الفاضلة التي كان ينادي بها...... الله أعلم! أم أن العقوبات لاسيما عقوبة التشهير غير مفعلة أو( قل) تطبق ولكن بانتقائية تخضع للمكانة الاجتماعية, فإن كانت كذلك فهذا رأس سنام الفساد.
قد يكون من غير المقبول لدى البعض أن يأتي كاتب بسيط مثلي لينبهكم أيها الشريف بالأثر القائل إن الله يمنع بالسلطان مالا يمنع بالقران لكن ,,لا يهمني أولئك البعض,,( يعني يا خوي شهر بحرامية المال العام لان التشهير هو اللي راح يوقفهم عند حدهم ويردعهم لأنهم يبون يكونون أمام المجتمع أحسن ناس)
والخلاصة وبالعامية يا انك كنت تبالغ في أطروحاتك قبل أن تكلف من قبل خادم الحرمين الشريفين حفظه الله برئاسة هيئة مكافحة الفساد (رئاسة مدعومة بحصانة تمنحك أحقية الملاحقة والتشهير بكائن من كان) يا أن الشق اكبر من الرقعة,, يا أن أولئك المفسدين المستنزفين السارقين للمال العام يكتفى بإبداء العتب تجاههم على نهج( والله ما توقعناها منكم طال عمرك).
عزيزي الشريف طبق عقوبة التشهير ولا تكتفي بالغرامات التي تعتبر بمثابة استرداد جزء من المسروقات ( يعني أصلا الحرامي حاسب حسا ب مثل هذه النسبة التي تسمونها غرامه) بمعنى تخيل لو إن احدهم سطا على منزل ما وسرق 1000 ريال واستطاع صاحب المنزل إثبات تلك السرقة وقال بحق السارق تستاهل نظير ما قمت به راح أخذ 200 ريال منك ( وترا ما توقعناها منك) ولو سرقت مره ثانيه راح اخذ منك300 ريال انتبه.. وش تتوقعون النتيجة؟!!
اترك الحكم للقراء الواعين .
فاصله
من المفارقات العجيبة حينما تنشر بعض الصحف صور مموجة ( مخفيّة المعالم ) للمجرمين أو صور لرؤوسهم من الخلف(القفا)
حتى لا تعرف ملامحهم طيب ليه نشرتوها من الأساس قمة التناقض!!!!.
* كاتب وإعلامي