[COLOR=#040400][B][SIZE=5][FONT=Arial]
[COLOR=#FF1F00]
[RIGHT]بقلم الكاتبة / بالله توفيقي
[/RIGHT][/COLOR]
السلام عليكم ورحمة الله
أهمني خبر يقول :
(محاوله انتحار ثلاث فتيات في المتوسطة الثالثة بالخفجي)
وفعلا ضقت ضرعا وخوفا مما قد تصل إليه فتياتنا
ثم قلت لقلبي قلبي فؤادك بأخبار محبوبتي لعلك تحظي بخبر يسر فقرأت خبر يقول :
(في الخفجي دجاجة تبيض بيضة بحجم أصغر بيضة في العالم)
الخبر في حد ذاته أحدث تغييرا لمزاجي الذي تعكر من الخبر الأول
رغم أنه خبر اعتيادي وقد يكن ناقل الخبر وصاحب البيضة لديهم أمال بأن تحظى بيضتنا بالانضمام لموسوعة قنتس
فضحكت حقيقة من الخبر وقلت هل ستمهل بيضتنا صاحبها حتي يصل بها إلى لجنة تقيمها لتدخلها في موسوعة قنتس
و دجاجتنا صاحبة براعة الاختراع جاها مزاج تبيض هذه البيضة فهل ستكررها مرة أخرى
خاصة وإنا نعلم أن للبيض عمر زمني معين نأمل أن يمهل صاحبها لتحقق أحلام أصحاب الخبر
وكطبيعة خيالي الشاطح جمع بين الخبرين خاصة وأن الخبر الأول كان فيه من المفارقات وتضارب المصداقية وسرعة نشره
دون توثيق من الجهات الرسمية أو شخصيات حاضرة للحادثة
تسبب في تضارب الأقوال ونكهات مختلفة من توابل الأقوال
مما ذكرني بقصة بيضة الحاكم التي كانت تعلمنا بها أمنا أدابا اتمنى من القارئ العزيز استنباطها :
يحكى أن حاكما أراد أن يختبر مصداقية وزيره وحفظه للسر فوضع بيضة تحته وتصنع الضيق أمام وزيره ثم أخرجها
وأبدى التعجب وقال : أحفظ علي امري واكتم سري فقد بضت بيضة
0فطمأنه وزيره بأنه مكمن أسراره لن يخبر احدا
فخرج وزيره ولقى قاضي المدينة
وقال له بأن الحاكم باض بيضتين
وليكتم السر ولا يخبر به أحدا
وخرج القاضي لوكيله: وأخبره بأن الحاكم باض ثلاث بيضات وليكتم السر ولا يخبر به أحدا
وطار الخبر في المدينة كما تطير النار بالهشيم
وكل من ينقل الخبر يضيف بيضة على بيض من سبقه
وكان من غادة الحاكم أن يتفقد أحوال رعيته في السوق متنكرا بزي من عامة الناس ليتعرف على أحوالهم0
سمع بائع بيض يقول : من يشتري بيض حاكم المدينة ؟
فاستدعاه الحاكم أمام وزيره وعمال مدينته
وسأله : يا صاحب البيض اتبيعني البيض كله الذي معك
سر بائع البيض وقال : نعم سيدي فلدي أكثر من الف بيضة لحاكم المدينة
فقال الحاكم ناظرا لوزيره : ما شاء الله وهل للحاكم مزرعة للبيض
قال البائع : بل هو يبيضه
نظر الحاكم إلى وزيره وقال : وهل الحاكم يبيض ؟
عذرا لكل من نقل أي خبر جارح يهز كيان أمة أحبها وبنات هن بناتنا
فالخبر أمانة دينيه وخلقية و اجتماعيه وسلوكية تجعل قيمنا وثوابتنا على المحك فكثير ممن يتناقل الخبر قد يزيد وينقص
وكم من حتوف كانت نتائج لحروف
وكم من كلمة أوردت صاحبها الموارد
فشكرا لكل من أوضح لنا حقيقة الخبر
وحرص على احتواء المفسدة الناتجة عن نشر أخبار لاتصب إلا في معين فرقة المجتمع
ولا يثمر الخوض فيها إلا بالتعدي على الأعراض
وإثارة المباغضة بين أفراد مجتمعنا الصغير
فكما قال المثل ( كلنا عيال قريه وكل يعرف أُخيه )
فما لم يكن في بيت زيد فهو لا محالة كائن في بيت عمرو
أحبتنا قضايا بناتنا بالخفجي ليست بيضة الحاكم
[RIGHT][COLOR=#FF1F00]* كاتبة تربويّة [/COLOR]
[/RIGHT]
[/FONT][/SIZE][/B][/COLOR]