العمل التطوعي الخيري
بقلم/ عايض بن حسن البجيدي *
العمل التطوعي الخيري
مفهوم التطوع :
التطوع في اللغة: من الطاعة. وهو ما تبرع به من ذات نفسه مما لا يلزمه فرضه.
وفي الاصطلاح الشرعي: يطلق على الأعمال والعبادات التي يحبذها الشرع دون أن يعتبرها فرضاً واجباً على المكلف، وهي النوافل والمستحبات، يقول تعالى ):فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ(سورة البقرة الآية 184
أمّا على الصعيد الاجتماعي فيقصد من التطوع: ذلك الجهد أو الوقت أو المال الذي يبذله الإنسان في خدمة مجتمعه دون أن يُفرض عليه، ودون انتظار عائد مادي في المقابل.
العمل التطوعي الخيري هي قطرات تصب في نهر لتجتمع وتروى ظمأ الفقراء والمحتاجين كم تشتاق النفس لأن تسابق في ميدان الخيرات وهنيئاً لأناس أودع الله في قلوبهم حب الخير، فوجدوا سعادة قلوبهم وراحة أفئدتهم في إدخال السرور على فقراء المسلمين، لأنهم يدركون عظمة صنائع المعروف ويدركون مدى حاجة إخوانهم الفقراء إلى المساعدة والعطاء ؛ فهنيئاً لأصحاب المعروف هنيئاً ! ! وما أجمل تلك المشاهد الجميلة التي يراها الإنسان ؛ عندما يرى المسلم يواسي أخيه المسلم، أو يطعمه، أو يكسوه، أو يعوده، أو يزوره ، أو ينفق عليه ، إنها مشاهد البر و الإحسان والعطف على الفقراء والمساكين.. قال صلى الله عليه وسلم: " من يكن في حاجة أخيه يكن الله في حاجته" (متفق عليه). كثيراً ما يشتكي العاجزون منا أنهم لا قدرة لهم على فعل شيء في واقع هذه الأمة ويكتفون بالرضى بالخمول وأن الاوضاع لا تسمح وينتظرون الخير يطرق بيوتهم ليساهموا فيه ولعله إن حضر على أبوابهم ردوه بحجة كثرة انشغالاتهم وعليه أن يحاول ويعيد الكرة فخارت القوى وفترت الهمم صار الواحد من الناس حين يطالب بأداء بعض الواجبات لا يملك إلا أن يقول : لا أطيق ذلك . وأصبحنا بحاجة كبيرة للإستعاذة بالله من هذه الحال ( اللهم إنا نعوذ بك من العجز والكسل ) انها البيئة السلبية المنتشرة في أوساطنا وللأسف بيئة الكسل والملل والفتور !! في عهد النبوة وفي أيام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ..؟؟ كان المجتمع الاسلامي كله مؤسسة خيرية واحدة تدور في فلك واحد وبيد واحدة لا تحتاج إلى من يجعل لها دوائر خاصة أما اليوم فنحن في أشد الحاجه لتلك الأعمال الخيرية و التطوعية فالأمة تحتاجنا جميعا وبلا استثناء لأحد لا معذرة لأحد مهما قل دوره في المجتمع فرب همة أحيت أمة ولا تدري من أين يأتي ذلك القلب الذي يحمل هم الأمة ...؟؟
العمل التطوعي من أهم الأعمال التي يجب أن نعتني بها كما دلت على ذلك النصوص الشرعية من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وكلها تدعو إلى عمل الخير والبذل في سبيل الله سواء بالمال أو الجهد أو القول أو العمل و تأكدوا بأن العوائق كثيرة كثيرة جداً لكنها يسيرة على من يسرها عليه الله كما يعد العمل التطوعي وحجم الانخراط فيه رمزاً من رموز تقدم الأمم وازدهارها، فالأمة كلما ازدادت في التقدم والرقي، ازداد انخراط مواطنيها في أعمال التطوع الخيري. كما يعد الانخراط في العمل التطوعي مطلب من متطلبات الحياة المعاصرة التي أتت بالتنمية والتطور السريع في كافة المجالات الخيرية حيث أن العمل الخيري أحد أركان العمل التطوعي ولقد ارتبط العمل التطوعي في مجتمعنا ارتباطاً وثيقاً بالعمل الخيري بكل معاني الخير والصلاح من مساعدة للفقراء والأيتام والمعوزين والمرضى وأصحاب الحاجات. وقد أصبح التطوع اليوم من الأعمال الظاهرة البارزة في واقع الناس، فقامت العديد من المؤسسات والجمعيات الخيرية التي تهتم بالأيتام والفقراء والمساكين والمعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة وأضحت تلك الجمعيات موقعاً لتفجير الطاقات المختلفة واحتضان الإبداعات الشابة ومناخاً للتعاون الجماعي المثمر وفرصة سانحة للكثيرين لإبراز إبداعاتهم في مختلف قنوات العمل الخيري المؤسسي.
كما يجب الأخذ بالحسبان بأن هناك معوقات للعمل التطوعي من الشخص المتطوع حيث تتمثل بالجهل بأهمية العمل و عدم القيام بالمسؤوليات التي أسندت إليه في الوقت المحدد، لأن المتطوع يشعر بأنه غير ملزم بأدائه في وقت محدد خلال العمل. أو سعي البعض تحقيق أقصى استفادة شخصية ممكنة من العمل التطوعي وهذا يتعارض مع طبيعة التطوع المبني على الإخلاص لله ، و منه ايضاً استغلال مرونة التطوع إلى حد التسيب والاستهتار أو تكون هناك معوقات من الجهة التي يتطوع فيها الشخص و من ذلك عدم تحديد دور واضح للمتطوع وإتاحة الفرصة له لاختيار ما يناسبه بحرية أو عدم توافر برامج خاصة لتدريب المتطوعين قبل تكليفهم بالعمل أو التقدير غير المناسب للجهد الذي يبذله المتطوع وذلك بإرهاق كاهل المتطوع بالكثير من الأعمال الإدارية والفنية. أو المحاباة في إسناد الأعمال من غير ذوي الكفاءة وتعيين العاملين من الأقارب والاصدقاء وتغليب المصلحة الشخصية على المصلحة العامة للمجتمع أو أدارة الجهة من شخصية تسعى للنجاح الشخصي غير مهتمة بتحقيق أهداف المنظمة وتطلعاتها و اعتبار أعمال الجمعية من الأسرار المغلقة التي يجب عدم مناقشتها مع الآخرين .
اخواني الكرام الاعزاء الخيرين ...
لا بد أن نحس ونشعر بمن حولنا، ونهتم بأمرهم ولنتذكر دوماً هذا الحديث ونذكّر الآخرين به :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق " رواه مسلم
فرب عمل بسيط حقير في عينك يكون عظيما عند الله ،وتكون له آثار كبيرة على آخرين ..
أبواب الخير تدعوكم ..... فهل من ملبي ؟؟؟
* مدير إدارة جمعية أيتام عرعر