ويبقى الأثر بعد الغروب
بقلم / هدى راغب *
نأتي إلى هذه الدنيا في لحظة إشراق على الوجود ، نقدم إليها كضيوف زائرين قد تطول الإقامة أو تقصر ولكننا دائما ننتظر المغيب ، ننتظر لحظة الغروب، حيث تودع الشمس الأفق ، تاركة إياه وكأنها تغتسل في ماء البحر من عناء الرحلة ومشقة السفر
وحياتنا تغرب كهذا الغروب إذ نبدأها بالكد والعمل ، والسعي من أجل الثروة والمنصب والجاه ، نبيت كل يوم حيث يسكن نفسنا القلق على المستقبل ، لنبني هنا ونشيد هناك ولا نعرف لمن سيكون المقام ، ونظل في رحلة السعي الطويل تطوينا مشاعر السعادة تارة والحزن مرات ومرات إلى أن تهدأ النفس وتسكن مع الغروب .
فلم لا نتعايش بالحب طالما أننا نقف جميعا على شاطئ غروب واحد ؟ لم لا نتآلف تحت أفق السماء الواحدة ؟ لم لا نعيش للآخر وبالآخر؟ فقطار الغروب سيقل الاثنين .
لم لا نلغي من قاموس حياتنا أنا وأنت ونبقي على كلمة نحن ، اجعلوا من رحلة السفر القصيرة رحلة أثر ليبقى الأثر بعد الغروب .
* معلمة لغة عربية ، مستشارة تربوية ومدربة تنمية بشرية ، عضوة بمركز الإبداع للتدريب والاستشارات