يا للأسف
بقلم الكاتب / بندر بن محمد المليفي *
أين نحن من هذا الحديث الذي يقول فيه حبيبنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم: ( … وَلأَنْ أَمْشِيَ مَعَ أَخِ فِي حَاجَةٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْتَكِفَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ (يعني مسجد المدينة) شهرًا ) الحديث .
أحببت أن أطرح موضوعًا عائقًا في فكر كثير من الناس ، البعض مِنّا يستطيع إخراجه ، والبعض الآخر يتحرج من توجيهه؛ لأنه ثقيل على النفس ، وكما أن النفوس لا تقبل العتب رغم أنها تتصف بما يستدعيه ، ذكرته بلوحة فنية سهلة لعل النفوس أن تتقبله، وتقرأ ما فيه ، ليكون نقطة تحولٍ لتعديل مسار خاطئ ، عنونته بعنوان يا للأسف! وهو أن الوالدين والأعمام والخوال يتذمرون عندما يتوسلون إلى أبنائهم ، أو إلى من تحتهم سنًا أو لأحد أقاربهم ، طالبين منهم أمرًا ( ما ) لقضائه فإذا بالمفاجئة وبكل برود تسمع : أنا مشغول مع زملائي، أو أدلى بأعذارٍ غير مقبولة .
نسي المقصر أن هؤلاء الذين طلبوا منه قضاء حوائجهم اختاروه لينال الخيرية والشيم والعادات الحميدة وصنائع المعروف ، وجهل أنه لن يبقى معه أحد بعد الله إلا هؤلاء، فهم يتألمون لألمه ،ويحزنون لحزنه، ويقفون صفًا واحدًا لرقيه وتميزه .
عجبًا :
البعض من الأبناء والبنات مقصر مع والديه وأقاربه بكل واجب ، ويتساهل بطلباتهم، ولا يرعاها ،ولا يحرك لها ساكنًا ، نسي أن الدّين قــــــــد أوجب عليه ذلك ، ومع كل ذلك إذا أهمه أمر ،أو احتاج لغيره لمساعدته ، ذهب يتأفف ويتضجر قائلا : إنهم لا يقفون معه . ونسي أنه كما يدين يدان .
وقفة
أيها المقصر، إياك إياك أن تقلل قيمة هذا الطلب أو الاتصال؛ فالمرء لا يطلبك إلا لقلة حيلته ولضعفه عن سده ، فكن خير معين له لقضاء حوائجه ، فالمرء يذهب ولا يبقى إلا ذكره الحسن فأحسن للناس يحسنوا إليك .
* كاتب وإعلامي
1 ping