عندما يفقد الإنسان ثقته هكذا يحصل له
بقلم الأستاذ / عبدالله العنزي *
هذه قصة من قصص زمن الطيبين ، عندما كنا أطفال نصغي لهم نعجب بما يقولونه كنا نراهم مدرستنا الثانية التي نتعلم منها ففي زمن طفولتنا لم يكن الكثير يملك تلفاز كانت الديوانية أو ما يسمى بالمجلس حالياً هي مكان جمعت كبار السن والمحظوظ منا من يحصل له مكان ولو عند الباب أو حتى يجلس على الارض بدون فراش ليستمع ، كنا نحفظ أغلب مايقولونه ولو كان حفظنا لدروسنا مثل حفظنا لكلامهم لأصبحنا متفوقين ولا نحضر الشهادة من المدرسة ونخفيها لما بها من ملاحظات ، المهم أحب أن اطلعكم على أحد هذه القصص وسوف اسردها بلهجتنا حتى لاتفقد نكتها وربما تاريخ حصولها كان قبل أكثر من مائة سنة ويبدو أنها وقعت في أحد القرى حيث أن أهل البادية لاتربي الأبقار، فيقال أنه كان هناك ثلاث رجال أشتهروا بعمل المقالب بالناس ولهم خفت دم لا توصف وكان متوجهين لأحد القرى المجاورة وبين القريتين مزارع وبهذه القرية يوجد سوق للماشية يحضر له الناس من القرى المجاورة أما للبيع الماشية أو شرائها أو التسوق وسماع أخر الأخبار وأثناء سيرهم شاهدو رجل يسحب وراه ثور ( جالبه) للسوق لبيعة وقررو ان يعملو به مقلب فأتفق الثلاث ان يختفون بين الزرع على الطريق ويتوزعون بين القريتين بحيث يصادفه كل مسافة رجل على أن يقوم أول واحد بتاخيرة لينتشرو ولا يثيرو شكله فالتقاه أولهم سلم عليه واصبح يسأله عن وجهته ليطيل الحديث معه وقال له بكل ثقه الحصان اللي معك مودية للسوق ، انبهر الرجل وقال هذا ثور مو حصان قال الأ حصان ضحك الرجل مستخف به ومشى ، بعد مسافه التقاه الثاني وسلم وقال تبيع الحصان قال صاحب الثور أنت مجنون شكلك مثل خويك هذا ثور وشد معه بالحديث وواصل طريقة ، قبل لايدخل المدينة التقاه الثالث وقال له وش هالحصان الطيب أكيد أصيل تبيعة ، رد صاحبنا هذا ثور وش فيها الناس اليوم ومشى ، قبل مايقرب للقرية جلس وقال هل يعقل أن ثلاث أشخاص كلهم خطأ وأنا اللي صح ، طيب وديته السوق وقلت للناس هذا ثور للبيع وهو حصان أكيد اصبح سخرية لأهل السوق ، لازم أفكر بحل ، واهتدى بقراره أن يركب عليه ويتأكد أنه حصان مو ثور، وركب وطبعاً الثور حذفه عن ظهره وهرب ، فكان وهو على الأرض يطالع للثور يجري يقول الحق علي مو عليهم والا أنا اعرفك ولد بقرتنا البقعة وأستحالة تصير حصان .
* سفير نوايا حسنة سابق لمنظمة السلام الدولي والتنمية ، رئيس تحرير صحيفة الرائدية