التعبئة المسبقة و رفض التغيير

بقلم الأستاذة / سلوى الضلعي *
اعني بالتغيير : الانتقال من الوضع الحالي الى وضع آخر افضل منه من حيث مردوره الايجابي على الحياة الأجتماعية للفرد والمجتمع بما يسهم في حل المشكلات القائمة في حياة الناس (انتم اعلم بأمور دنياكم )
واعني بالتعبئة المسبقة (استباق عملية التغيير بالمقاومة لها قبل حلولها من خلال تغذية العقول وشحن العواطف بما يضاد عملية التغيير مما يجعل الفرد يتخذ موقفا من التغيير : اما موقفا معاديا او محايدا ) والتعبويون يستندون في عملية التعبئة المسبقة لمعطيات لديهم من خلال استقراء الوضع الحالي وفق خبراتهم السابقة وخلفيتهم المعلوماتية وحالتهم النفسية .
وهم يستفيدون من كل فرص التعبئة المتاحة التي تحقق لهم مبتغاهم فتجدهم يوظفون المواقف العفوية ، ويختلقون المواقف المفبركة لتحقيق مرادهم فهم يجيزون الكذب في هذه الحالة حرصا على مصلحة الناس وسدا لذريعة الفساد التي ستحل وتعم المجتمع كما يزعمون  ! وماتعج به وسائل التواصل من مقاطعهم العاطفية ومقالاتهم التأجيجية وتحذيراتهم المتشائمة وتحليلاتهم السطحية  .دليل على ذكرت
وأيا كان هؤلاء التعبويين يدركون او لايدركون مايقومون به ، أو كانوا من ابناء وطننا او من جهات معادية خارج البلاد ، فاننا جميعا يجب علينا ان اردنا العيش بسلام وامان واطمئنان نبذهم والتصدي لهم بقوة الوعي والعلم وعدم الاستجابة لهم فنحن اعلم باحتياجنا واعلم بمدى صلاحية هذه التغيير لنا ونحن من قبل هذا كله نراقب الله عز وجل في اتخاذ القرار المناسب لنا ، أما انتم ايها التعبويون فأنتم بالخيار اما ان تستمروا في طريقتكم وستظلون مصدر ازدراء واحتقار من المجتمع لانه قد اكتشفكم وعرف حقيقتكم ، أو ان تصححوا من مساركم وتنظروا للامور بايجابية وتفاؤل كما هي طريقة النبي عليه الصلاة والسلام حيث كان يعجبه الفأل وعليكم أن تعودوا لسنته حيث قال (بشروا ولا تنفروا ) وطريقتكم انتم (نفروا ولا تبشروا ) !! وهي منهج خاطيء ، ان فعلتم ذلك سترون الحياة بشكل افضل وستفهمونها بوسطية واعتدال وتعيشونها ابتغاء مرضاة الله وتنمية ماينفعكم ، وهو خير لكم وافضل من انشغالكم  بتخويف الناس وهوس الهيمنة عليهم ، عندها تطيب الحياة وستكونون  اجود عملا فيما يخصكم وابقى اثرا لمن يأتي بعدكم  فكونوا مفاتيح للخير ولا تكونوا مفاتيح للشر وسوء الظن والتوقعات السيئة التي افسدت على الناس حياتهم  . والله الهادي الى سواء السبيل .