[JUSTIFY][COLOR=#0D0D06][B][SIZE=5][FONT=Arial]
[CENTER][SIZE=6][COLOR=#040F90] في سلة المحذوفات والمهملات ؟؟؟[/COLOR][/SIZE]
[/CENTER]
[COLOR=#FF2E00]أ- نورة المناحي*[/COLOR]
سلة المحذوفات حسب التسمية التقنية بالحاسب الآلي هي : صندوق الملفات المهملة الغير مرغوب فيها أو باستخدامها في الحاسب الآلي مجلد رقمي يحتفظ بكل ملف لم تعد بحاجة إليه من الملفات الحاسوبية في حالة الحذف الأولى وتحذف نهائيا بالإفراغ ..
كل منا يعرف ماهي سلة المحذوفات والمهملات سواء في جهاز الحاسب الآلي أو في واقعه الحياتي فالموظف أسفل مكتبه أو زاوية منه سلة مهملات يرمي بها ما لا يحتاجه من أوراق مهملة غير هامة بعد تمزيقها و إتلافها , المنزل .. لا يخلو من سلال المهملات موزعة في أرجائه المختلفة يوضع فيها كل شيء لا قيمة له قد يضر وجوده بجمالية وصحة المكان . شوارعنا أيضا لا تخلو من حاويات القمامة والمهملات التي تجمع قاذورات الشوارع والمنازل لنعيش في صحة ونظافة .. فكل شيء غير هام قذر يشوه محيطنا مصيره المهملات , التي تجمع ويتم إفراغها في مكبات القمامة ومن ثم حرقها فدفنها إلى أن تختفي للأبد أو تتحول إلى شيء نافع على مر السنين .فليس ذوقا أن نرمي شي لا نحتاجه أو يضر بنا في قارعة الطريق أو مكان جلوسنا أو يترك حتى يضر بنا نفسيا وصحيا فتعاليم ديننا الحنيف حثتنا على النظافة وإماطة الأذى عن الطريق لنفوز بالرضا وجزاء الصدقة ..
ما أود طرحه هنا سؤال بريء !! أين هي سلة محذوفات نفوسنا الأمارة بالسوء وعقولنا وقلوبنا الحاقدة لنفرغ بها كل ما لا نحتاج إليه ونشعر انه عبء ثقيل على حياتنا وأخلاقياتنا ؟
لماذا لا يكون لكل فرد منا في حياته سلة مهملات خاصة جدا جدًا بأيقونة إفراغ وليس حذف فقط بتقنية لا يمكن استعادة ما يتم حذفه أبدا ؟!
فكل منا يتعرض في حياته للكثير الكثير من المواقف التي تؤلب قلبه على الآخرين من عمل قاموا به أو كلام تفوهوا به أو نقد جارح انتقدوه أمام الآخرين مما يجرح ويحزن ويؤرق المشاعر فنعيش في حالة من الكره والبغض ..أمور تظل توغل صدورنا , حالة من الحزن وعدم الرضا قد تنقلب إلى عدوانية وكراهية وحرب نفسية , قد تعطل أعمالنا ومجرى أهدافنا السامية فتحولها إلى أفكار شيطانيه ــ إلا من رحم الله ووهبه الإيمان به قوة وعمقا ــ فما أحوجنا لسلة نرمي بها كل ذلك . لتصبح حياتنا صافية وقلوبنا نظيفة, طاهرة بعيدة عن الأحقاد والضغينة , فكر راق وعقول سليمة وروح رياضية تقدم الصالح العام كل ذلك محاطا بهالة من الإيمان ومراعاة الله .
بل لماذا لا يكون لدينا في نفوسنا سلة للمهملات التي يمكن إعادة تدويرها والاستفادة منها لتغيير ما مر في حياتنا من مواقف ومشاكل إلى عظات وعبر للأفضل نعيد تدويرها لأمور التي تجعل حياتنا نقية بسريرتها , تدوير بالحوار والنقاش والبحث عن الايجابيات مأجورين في ذلك ... نحتاجها بشدة !!ولا سيما ونحن في هذه الأيام نجمع باقة زهور من الآمال أن يبلغنا الله عز وجل شهره الفضيل ــ رمضان ــ لكي نستقبل هذا الشهر بنوايا طيبة وعقول نظيفة طاهرة نقية من كل درن يشوبها ..قارئي العزيز اعلم انك استنبطت أننا نرفرف حول مبادئ وأخلاقيات سامية من التسامح والحلم والعفو عند المقدرة واحترام الآراء ووجهات النظر وغيرها من الأخلاقيات التي لنا في رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة ..أحببت أن اطرحها بلغة العصر فآمل حفظها وعدم إرسالها إلى سلة المهملات والمحذوفات وإفراغها .
[/FONT][/SIZE][/B][/COLOR][/JUSTIFY]
[COLOR=#FF2E00]* كاتبة ومشرفة تربوية .[/COLOR]