حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة
بقلم الدكتورة / سعاد عابد المولد *
صادف يوم ٣ ديسمبر الماضي الإحتفال باليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة...
وموضوع هذا العام عن (تحقيق أهداف التنمية المستدامة ال ١٧ للمستقبل الذي نريده ، ويصادف ايضاً الذكرى العاشرة لإعتماد حقوق ذوي الإحتياجات الخاصة.
من هم ذوي الإحتياجات الخاصة؟
هم مجموعة من الأشخاص الذين يحتاجون رعاية من نوع خاص لكي يمارسوا حياتهم بيُسر ويسهموا في نهضة مجتمعهم مثل باقي أقرانهم ،
والرعاية المقدمة تكون حسب نوع احتياجاتهم...
فهناك أسباب كثيرة لتصنيف ذوي الإحتياجات الخاصة وعلى ضوءها تُقدم الرعاية المناسبة لهم ،
ومن الأسباب:
الإضطرابات الجسدية سواء (مرضية او مكتسبة )، حسية، نفسية، عصبية أو فكرية...
ويأتي التشخيص والرعاية الطبية والتعليمية والعملية والإجتماعية من أهم العمليات التي يحتاج لها ذوي الإحتياجات الخاصة ..
وهُنا نتحدث عن المشاكل التي تواجههم من بطء او عدم تشخيص في بعض الحالات لأي سبب كان مما يُلقي بظلاله القاتمة عليهم وعلى ذويهم ، وهذا يكون إما بسبب نقص في الموارد أو الكوادر المتخصصة مما يضطر البعض للسفر للخارج طلباً للتشخيص أو العلاج وقد تطول هذه الفترة وتأخذ معها جزءاً كبيرا من حياتهم،
نعم هو ابتلاء من الله وتمحيص ... لكن طبيعة النفس البشرية تحتاج للدعم و المؤازرة وتوفير ما من شأنه التخفيف من معانتهم سواء كان بتوفير الموارد والكوادر المتخصصة ومتابعة التأهيل وغيرها من الخطوات المهمة ،
لذا وجب التنويه إلى حقوق ذوي الإحتياجات الخاصة في الحصول على الرعاية اللازمة لهم صحياً، وتعليمياً، و وظيفياً وإجتماعياً وتأهيلهم دون تمييز ،
هُناك أمثلة من ذوي الإحتياجات الخاصة ممن تهيأت لهم الظروف واستطاعوا أن يقدموا إنجازات قد تفوق إنجازات غيرهم من الأصحاء لكنهم لم يأخذوا حقهم من الدعم والتشجيع بسبب الإهمال أو التهميش أو غيرها ..
والبعض لم تتهيأ له الظروف المناسبة لإبراز ما لديه ..
إذاً الموضوع يتطلب إهتمام كبير أكثر من مجرد الإحتفال السنوي باليوم العالمي لذوي الإحتياجات الخاصة..
يحتاج النهوض بالهمم والتكاتف من مختلف القطاعات والجهات ذات العلاقة سواء كانت حكومية أو خاصة (خيرية أو ربحية) فهي قضية تهم المجتمع بأكمله ليعي حقوق هذه الفئة ...
كم من المرات التي أوقف أحدهم سيارته في مواقف ذوي الإحتياجات الخاصة؟!!
كم من المرات التي لم يستطيع ذوي الإحتياجات الخاصة التمتع بالخدمات بسبب عدم وجود منحدرات الكراسي المتحركة او عدم وجود اماكن لتخزين ادواتهم والحفاظ عليها سليمة ؟! .. كم ... وكم ..
الموضوع كبير جداًوقد لا يتسع المجال لذكر جميع الجوانب والمشكلات لكن من الأشياء المهم توفرها :
١- بحاجة أن تضع الجهات المعنية قوائم بأماكن التشخيص والعلاج والتأهيل والمتابعة سواء كانت حكومية أو خاصة(خيرية أو ربحية) داخل أو خارج البلاد،
وأن يكون عمل المؤسسات داخل البلد تحت مظلة واحدة ، تُحدد لهم السياسات والإجراءات وتحدد الأسعار للجهات الربحية لمنع استغلال حاجة الأهل للعلاج.
٢- زيادة عدد المؤسسات الحكومية التي تخدم ذوي الإحتياجات الخاصة وتزويدها بالموارد اللازمة والكوادر المتخصصة المؤهلة سواء مدارس او مستشفيات او غيرها..
٣- بحاجة لدعم أهالي ذوي الإحتياجات الخاصة وذلك لتوفير البيئة المناسبة لمن يعتنون به.
٤-بحاجة لمراقبة بعض الأهالي من ذوي النفوس المريضة الذين يستغلون الإعانات الحكومية لمصلحتهم الشخصية ولا يعتنون بأبنائهم كما يجب .
٥-بحاجة لتفعيل دور الإعلام بالإسهام في التوعية عن أسباب وأنواع الإحتياجات الخاصة ودعم المؤسسات وبخاصة الخيرية منها التي تقوم بخدمة ذوي الإحتياجات الخاصة .
٦- بحاجة لتفعيل المشاركة المجتمعية :
_للأفراد في الجمعيات أو المؤسسات التي تخدم ذوي الإحتياجات الخاصة و بخاصة تشجيع فئات الشباب من المدارس والجامعات للإنخراط والتطوع في هذا العمل لما له من تأثير على نشر ثقافة التطوع والمسؤولية المجتمعية،
_و لرجال الأعمال بإسهامهم في بناء مؤسسات خيرية تخدم ذوي الإحتياجات الخاصة جنباً إلى جنب مع مثيلاتها الحكومية والربحية.
واخيراً
(كل العاجزين هم من ذوي الإحتياجات الخاصة، ولكن ليس كل ذوي الإحتياجات الخاصة من فئة العاجزين *منقول)
أكسر القيد ولا تجعل للإحباط مكاناً نحن وأنتم معاً نسهم في نهضة وتطور بلادنا ...
دمتم بود ...
* طبيبة