جدة والمطر....!!!
بقلم الدكتورة / سعاد المولد *
المطر حكاية وعِشق لا ينتهي، نشتاق له و نفرح بقدومة ونستبشر به وقديما عند البعض منا له طقوس خاصة بعد نزوله فتجتمع الأسرة لسرد الحكايات الجميلة بينما تحضر الأم ( المعدوس الرُز والعدس بالسمن البلدي ) ثم الدعاء بكل أمانينا ومطالبنا البسيطة كُل هذا كان في الماضي..
أما الأن أصبحنا نتتبع أخبار الطقس وننتظر تحذيرات الجهات المسؤولة في ترقُب فلم يعُد له ذلك الوقع في أنفُسنا ، أصبحنا نخشي تبِعات هذا الغيث !! الذي ينزل رحمة من الله وتقابلها رحمة نُزِعت من قلوب البعض !
جدة والمطر رواية تحولت الي مسلسل كوميدي درامي ذو أجزاء..
أمطار و سيول جدة (كلاكيت)ثالث و رابع مرة ، والحسابة بتحسب!!
صبرنا سنوات طويلة علي الحفريات وإغلاق الطُرق والتضييق وفِي كل عام نقول يمكن ان يتحسن الوضع ...وفي النهاية جاء يوم الإختبار ،
و ظهرت النتيجة؟!!
أنفاق غُمرت بالماء ،كهرباء قُطعت، وفيات من التماس كهربائي ،وسيارات غرقت وتضررت وغيرها الكثير والكثير ...
ما يحدث ليس امراً عادياً!!
بعض الدول أقل منا من حيث الفِكر والميزانيات والمطر يهطل لديهم ليل نهار و لم نسمع بما يحصل عندنا في ساعات!!
وارد حدوث بعض الأخطاء أو التقصير الغير مقصود
لكن من الواضح ان هناك خلل كبير على مختلف الأصعدة...
أين هي إدارة الأزمات والكوارث في كل مؤسسة، أين التنسيق المسبق بين الجهات ذات العلاقة ، أين هي الفرق الميدانية التي تقف على جاهزية المؤسسات الحكومية التي تقدم الخدمات للمواطنين ...
مثلاً هل هناك فرق طوارىء مجهزة للمراكز الصحية؟! بحيث تقف على جاهزيتها واحتمال استقبال حالات طارئة لم يتسنى لها الذهاب للمستشفى بسبب اقفال بعض الطرق؟!!
لابد من خطة ليست فقط مكتوبة بل ويتم تدريب الكوادر في المراكز عليها وتأهيلهم لإستقبال الحالات الطارئة والمتابعة المستمرة معهم ...
بصراحة تذكرت حكايات و أهازيج زمان كُنا نقول (يا مطرا حُطي حُطي....) الآن جالسة تحُط علي روسنا كُلنا وعلي بيوتنا وسيارتنا وشوارعنا، الآن بدل ما نفرح صرنا نبكى بدل ما نتمشي وإحنا مبسوطين صرنا ننحبس في الشوارع الغرقانة..
و ثاني يوم يداوم الموظف البسيط زى الألِف اشتغلت السيارة وإلا ما اشتغلت اتنظفت الشوارع وإلا ما اتنظفت
يداوم يعنى يداوم إن شاء الله (بِالباراشوت) المهم يداوم مو هذا شُغله وبيأخذ عليه راتب؟!!
ياأيها المسؤولين وضعتكم الدولة رعاها الله لتهيئوا لنا سُبل الراحة في الطرقات وفِي أماكن العمل،
ولم نرى انجازات على ارض الواقع بل رأينا الوعود الزائفة
ماذا فعلتكم بالقسم امام الله ثم امام ولي الامر ؟!!
وظيفتنا معروفة ، وأنتم ما هي انجازاتكم وأين وعودكم؟!!
من دون بُنى تحتية أي مشروع مصيره الفشل والبُنى التحتية من عملكم ،
(ياجماعة مو معقول اللي بيصير أشرِكونا معاكم خلونا نفكر مع بعض ونحط يدنا بيدكم مع قيادتنا ترى هذي بلدنا ونحبها في يُسر او في عُسر ويهمنا تقدمها وتطورها،
تطور الدول من تطور الشعوب
وطنيتنا ما عليها كلام بس حرام الدولة تتعب وتحُط ميزانيات وتروح من غير نتيجة مُرضية،
ما يرضي أحد اللي بيصر وترى الفلوس ما بتروح وحدها بتروح معاها أرواح!!)
يا مسؤولين إتقوا الله و راقبوه في أعمالكم... ستسألون!!
وحسبنا الله ونِعم