لقاء الحلم
بقلم الكاتبة / نوال المطيري *
ألقت بي الحياة في مكان مخيف اشبه بزنزانة يكاد يغطيه الظلام، حينها دعوت الحلم لنتحدث كفرصةً أخيرة لنصلح الأوضاع بيننا،عندما آتى تأملت الخيبة التي رسمتها الحياة على وجه،ولونه الوردي اكتسى بالسواد؛وما عاد ورديًا توسلت إليه أن نحاول للمرة الأخيرة أن لايتركني،لنواجه المدعوة الحياة وخيباتها وقبل أن أُنهي كلماتي، سقطت الخيبات على عالمنا ووقعنا تحت وطأتها،كان كل شيء عبارة عن حُطام،ظلامٍ دامس، أصبح المكان وكأنه منجم مُنهار،بينما انا تحت أنقاضه و أُصارع مرارة الخيبة،نهضت بتثاقل وكأن هذه الأنقاض هي الكون بأكمله قد وقع علي لم أستطع التنفس،خارت قواي،ووهن عظمي لكن لوهله تذكرت حلمي لاصوت له نهضت ولا أعلم كيف فعلت ذلك، رحت ابحث في كل مكان والحال انني كمن يبحث عن إبرة في كومةً من القش،برغم اليأس الذي استولى عليّ كان هناك شمعة أمل تُنير طريقي طالبة مني الاستمرار،تشبثت بها،وبعد عناء البحث وإذ بالحلم يلفظ أنفاسه الأخيرة حاولت إنقاذه،ارجوه كما يرجو العبد المؤمن رحمة خالقه،إلى أن محاولاتي بأت بالفشل وغادر عالمي،حينها عدت أدراجي للوراء تاركاً كل شيء،باحثًا عن طريقة للخلاص من هذا الوضع المُميت،قبل مغادرتي المكان البائس ألقيت نظرةً أخيرة عليه،وإذ به يصف مايحصل في داخلي،ركام في كل زاوية،دخان يتصاعد، ووقعت عيني على الحلم الذي قضى نحبه،شعرت حينها بشعور أم ثُكلى فقدت ابنها الوحيد؛تنهدت تنهيدة كادت تخرج روحي معها؛ثم مضيت في طريقي المجهول.
* كاتبة ، عضوة في رابطة كاتبات الغد