- صفحة خاصة " الوسطية منهج حياة "
تقدمها الأستاذة
سلوى الضلعي
الوسطية منهج حياة
بقلم الأستاذة / سلوى الضلعي
جاء في مفهوم الوسطية أنها (الاعتدال في كل أمور الحياة من تصورات ومناهج ومواقف، وهي تحر متواصل للصواب في التوجهات والاختيارات، فالوسطية ليست مجرد موقف بين التشدد والانحلال؛ بل هي منهج فكري وموقف أخلاقي وسلوكي، كما ذكر الله عز وجل في القرآن الكريم :﴿وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين﴾
لذا عندما أخصص زاوية في هذه الصحيفة المباركة و أتحدث فيها عن الوسطية وتطبيقاتها في حياتنا في جميع المجالات لا أعني الحالة الشرعية للأمر فقط (فلست بعالمة دين أومفتيه ) بل أعني جميع الحالات التي تمر على الانسان في يومه وليلته وتحتاج الى نظرة وسطية واتخاذ موقف صائب متوازن .
الوسطية منهج حياة الناجحين السعداء من الأنبياء والصالحين ومن سار على نهجهم ، لأنهم يبحثون عن الحقيقة بعيدا عن الأهواء والآراء والأمزجة ، يسعون من خلال هذه الوسطية لترسيخ مبدأ اليسر والسهولة كما قال النبي عليه الصلاة والسلام(ان الدين يسر ، ولن يشاد الدين أحد الا غلبه ) ، الوسطية التي نعنيها هي التي تسعى لرفع الحرج (والحرج هو كل ما أدى لمشقه زائده في الحال أو المال أو البدن أو النفس أو ...) وليست التي تنكد على الناس معيشتهم وتضيق عليهم حياتهم وتشككهم في انسانيتهم .
من خلال الوسطية سوف نحيا حياة سعيدة تقربنا من تحقيق أهدافنا وتيسرها لنا بحول الله وقوته لأن حياتنا أساسا لله عز وجل يدبر الأمر فيها سبحانه وفق مايصلح لنا ويناسبنا ، لو نجحنا في تطبيق الوسطية في حياتنا سوف تتلاشى كثير من مشاكل التشدد والانحلال .فالبعض يظن التخفف من الدين وسطية وهذا خطأ والبعض الآخر يظن أن التشدد في الدين وسطية وهذا خطأ أيضا ، والصواب أنها الرجوع إلى الحق طبقا لما ورد في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وبما كان عليه السلف الصالح من هذه الأمة الذين طبقوها غضه كما هي بدون اضافات اجتهادية .
وباذن الله ستكون زاوية (الوسطية منهج حياة ) هي رسالتي للمجتمع لتطبيق الوسطية في حياتنا الاجتماعية بما يرضي الله ، بعيدا عن تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين بحول الله وتوفيقه .