صديق ولكن
بقلم الكاتبة / ميعاد القحطاني *
قد يختلف معي الكثير في كبت الحزن لأنه يسبب الموت المبكر كما يعتقد البعض أو اضطرابات نفسية أو حالة مستعصية، ولكن لو نظرنا من جهة أخرى فهو كما لو أنه أوقف ساعة الزمن للحظة لكي ترى ما حدث من كل الجهات، ولتتمعن من هم أصدقائك أو تتمهل هل كنت حقًا مخطئ آنذاك، لترى من الذي يخطر في عقلك وتلقى أمانك عنده دون خجل من أفعالك ومتأكد أنه لن يفهمك خطأ لأنه يعرف قلبك بالفعل "تماما هو نفسه الذي تذكرته الأن" والكل أتفق أن يشارك حزنه مع شخصه المفضل على الأقل، ولكن أنا لدي وجهة نظر مغايرة، أؤمن بمقولة "فرحي للكل وحزني لي وحدي"
الحزن ليس بالشيء السيء الأسود وليس بالجانب المظلم من الحياة على العكس تمامًا، بل هو ولن أبالغ إن قلت إنها هي لحظة نهوضك من مستنقع أفكارك السلبية لتواجه الحياة مرة أخرى، وهي تلك اللحظة حين قد استجمعت قواك ونظرت للعالم بنظرة مختلفة إن صح التعبير نظرة الناضج الذي تعلم درسًا جديدًا من حزنه ذاك.
وددتُ حين تحزنوا لا تستعجلوا بالتخلص منه سريعًا، ولا تستمعوا للإيجابيين الذين يحاولون إخراجكم من حزنكم ما دمت أنت نفسك غير مستعد لأن يبتسم قلبك قبل محياك لا تجامل في ذلك، عيشوا حزنكم بالطول والعرض وبكل الطرق، لا أقصد بقولي أن تحاربوا الإيجابيين ولكن لن يكون هناك فائدة من ابتسامتك الزائفة ما دمت لم تكتفي من تقوس فمك أو من ذرف الكم الدمعة تلك
الحزن بعض الأوقات يصبح الصديق الوفي في لحظة يظن الجميع أنك بخير وأنك مستمتع بوقتك فيرون أنه ليس من الضروري السؤال عنك وعن أحوالك
الحزن ليس بالشيء السيء كما يظنه البعض
الحزن صديق لطيف وإن كانت زيارته ثقيلة نوعًا ما وغير مرحب به ولكن بنهاية المطاف هو لطيف لمن يحسن استغلاله.