أيها المنظرون
بقلم الكاتبة / شيخة العتيبي
كثر في وقتنا الحاضر وجود هذه العينة التي تمتلك نظريات لاتطبقها على حياتها
نسمع كلاماوتصاغ بالكلام الكثير من الوعود
والأقوال والحكم والمواعظ والنصائح
فترى انك امام نماذج من حسن المعشر ورحابة الصدر والكرم الحاتمي والعطاء المتناهي وووغيرها من الشيم والصفات الحميدة
فتبادلهم هذه الصفات وتعمل مافي جهدك حتى لاتكون أقل من مستواهم وحتى تكون جديرا برفقتهم وبمصاحبتهم
بل قد تصدر منهم بعض المواقف التي تؤلمك فتحاول ان تتحامل على نفسك لأنك تتذكر أقوالهم ومبادئهم فتبلع تلك المواقف وتعديها
ثم مع مرور الأيام تكتشف أن ماقالوه ليست سوى كلمات جوفاء فارغة لها صدى رنان يشد الآذان فتلتفت إليه ثم لاتجد إلا نباحا او عواء حملته الرياح ولاتجد احدا
والأكثر إيلاما أنهم غير مدركين بأنهم منظرين بل يرون انهم فاعلين لما يقولون طبعا من وجهة نظرهم بألسنتهم والناس ترى مالا يرى المنظر
قال الشاعر
لاتنه عن خلق وتأتي مثله
عار عليك إذا فعلت عظيم
وإني أرى أن المنظر وجه آخر للمنافق لأنهما كلاهما يقولان مالا يفعلان
و يفعلان مالا يقولان
فلماذا لانفعل مانقول؟
مالمانع من ذلك؟
ولماذا لاتكون أفعالنا ترجمة عملية لأقوالنا
او لنلتزم الصمت فالصمت حكمة
لست مطالبا ايها المنظر لأن تدلي بقولك
او تتشدق بكلمات أكبر منك
او افعل كما فعل هذا الرجل
حين جاءت امرأة إلى غاندي تنشده أن ينصح طفلها بالكف عن تناول الحلوى. فطلب أن تعود إليه بعد شهر، فلما عادت قال للصبي بكل بساطة: توقف عن أكل الحلوى! تعجبت المرأة من تصرف غاندي فقال: منذ شهر كنت أنا أكثر من أكل الحلوى، ولكني توقفت عن أكلها منذ ذلك اليوم حتى يكون لنصيحتي أثراً.
ايها المنظرون
بما ان لديكم مثل هذه الأقوال والنظريات لماذا لاتطبقونها على أنفسكم اولا وتعملوا بها وتنتفعوا ثم توجهوها وتطلبونها من غيركم
افعلوا لنراكم
فالمواقف والتجارب هي المحك لأقوال الآخرين وافعالهم
ومع المواقف تتجلى لنا الكلمات والمواعظ القيمة
1 ping