[SIZE=5][FONT=Arial]بقلم أ / محمد علي طاهر العبدلـي *
ما كان لي أن أقف متفرجا على أتراح الآخرين وأحزانهم , دون أن أشاركهم مرارة بؤسهم وحرمانهم , فجندت نفسي أطعم هذا بكلمات مواساتي , وأُشرِبُ ذلك بهوامل دمعي .
عندما أرى أنه قد عزّ المساعد , وغاب الصديق , وما هي إلا برهة من الزمن , حتى أُصبت بزفرات أنفاسهم , وانتقلت عدوى بؤسهم إليّ .
فبدأ جسمي بالنحول , وقلبي بالخفقان , وعقلي بالذهول , ولو حكمة سمعتها من الصغر تقول :
الصبر مفتاح الفرج , لوقعت في حرج كبير , وكشفت لهم ما كنت فيه من ستر المروءة , وبان لكل ناظر ما أنا فيه من ضعف إنساني مخيّب للآمال لأولئك البؤساء , الذين وثقوا بشكيمة بأسي , وقدرتي على الأخذ بأيديهم , إلي برّ السلامة , ولكنني خيّبت آمالهم ..
أجل خيبت آمالهم , ولم يبق لي سوى الشعور بما كانوا يشعرون به من ضيق التنفس .
حيث أصبحت أنا بالنسبة لهم معادلة صعبة تضاف إلي معاناتهم المزمنة .
* تربوي سابق وشاعر وأديب
[/FONT][/SIZE]