[FONT=Arial][SIZE=6][COLOR=#003BFF][CENTER]
الــ NCC وسوق غلوم .. صفحات من تاريخ الخفجي [/CENTER][/COLOR] [/SIZE] [/FONT]
[FONT=Arial][SIZE=5][B][COLOR=#0D0D06][JUSTIFY]
بقلم : أ / عبدالله بن محمد عسيري [COLOR=#FF3600]*
[/COLOR]
يراود البعض منا الحنين للماضي لنستذكر منه العضة ولندرك حجم النعم التي أفاء الله بها علينا في هذا الوطن الغالي ونستخلص العبر والدروس لكفاح الآباء والأجداد وجلدهم على شظف العيش وصعوبة الحياة ولو قدر لأحدنا طرح سؤال على احد أبناء جيل اليوم بالخفجي عما تعني له كلمة ( NCC ) وكلمتا ( سوق غلوم ) قد يبادر بالقول بلا تردد أن الأولى مختصر لاسم قناة تلفزيونية أو اسم لمطعم مشهور يقدم وجبات سريعة مميزة النكهة وطيبة المذاق أو ربما قال إنها تعني معلم سياحي عالمي مشهور يؤمه السياح والمتنزهين من كل حدب وصوب وقد يقول قائل إنها ماركة مسجلة لمنتج عالمي وعن الاسم الثاني ( سوق غلوم ) حتما سيقول أنه حي فارسي بضواحي إحدى العواصم الأوروبية أو مجمع تجاري يبيع المنتجات الفارسية بإحدى دول مجلس التعاون الخليجي ( العربية طبعا ) والحقيقة غير ذلك فكلمة NCC هو مختصر لاسم شركة ولكنه أستعمل كاسم لأول تجمع سكاني لما يطلق عليه اليوم مدينة الخفجي وكان عبارة عن حي سكني أنشئ من الصفيح والأخشاب فيما يعرف اليوم بالصناعية ولازالت بعض أطلال ألـــ NCC شاهدة على حقبة زمنية من تاريخ نشوء مدينة الخفجي وقد نشأ ذلك الحي مع بداية التنقيب عن البترول بالمنطقة ويكاد يخلو حينذاك من العائلات لكونه تجمع سكاني بدائي لموظفي وعمال شركة الزيت العربية المحدودة والشركات المساندة ومن ضمنها شركة NCC التي كانت المبادرة ببناء أول ( كامب ) لسكن عمالها واكتسب الموقع اسمها وكثير من سكان الخفجي الأوائل ( ولست منهم ) يذكرون تلك الفترة جيدا وتعايشوا معها لضرورات العمل بالقطاع النفطي او الحكومي الذي بدأ يتشكل بمراحل لاحقة ولضرورات التوسع تكون تجمع سكاني جديد شمل العائلات فيما يسمى ( عشيرق ) ولا يُعرف سبب ومنشأ التسمية وإن كان البعض يعتقد انه اشتقاق من اسم شجرة العشرق رغم عدم ملاحظة نموٍ لشجر العشرق بالخفجي وقد بقي عشيرق حتى أواخر السبعينات الميلادية وكان عبارة عن منخفض سبخي يشقه من المنتصف شارع ترابي واحد من الشرق إلي الغرب كان ملئ بالحفر ومتعرج بين العشيش و الصنادق وكانت الخفجي حينذاك تفتقر لأبسط مقومات ألبنى التحتية فلا شوارع مرصوفة باستثناء طريق السفر ذو اتجاه واحد المؤدي من الكويت إلي الدمام يتفرع عنه من جهة جنوب شرق عشيرق شارع مفرد تم تسميته شارع البلدية كانت تقع عليه جميع الإدارات الحكومية وينتهي به المطاف لبوابة شركة الزيت العربية ومنها يعود باتجاه الشمال الغربي ليلتقي مرة أخرى بالطريق الرئيسي وأطلق عليه اسم شارع الملك فيصل لأنه أنشئ بعهده الميمون رحمه الله وكان الشارعان هما الطريقان المعبدان فقط ويشكلان مع الطريق العام أضلاع مثلث تحيط بعشيرق ثم نشأت تجمعات سكنية مثال الرنتل هاوس وحي الغربية وكيلو ثمانية وفي مرحلة لاحقة أُنشأت الشركة حي التملك ومع إنشاء صندوق التنمية العقارية نفضت الخفجي عن كاهلها غبار التخلف العمراني وبدأت ورش العمل لتطوير المدينة بدءً من تنظيم وتوزيع المخططات السكنية مرورا بإنشاء البنى التحتية من طرق وأرصفة وإنارة وكان لدخول شركة كهرباء الشرقية سكيكو للخفجي نقطة التحول نحو الانتقال التدريجي لسكان عشيرق من مساكنهم السابقة لينعموا للمرة الأولى ( باستثناء بعض موظفي الشركة ) بالسكن والعيش بعمائر شيدت من الخرسانة المسلحة ولينعموا وللمرة الأولى بانتظام تغذية منازلهم بالكهرباء على مدى الساعة صيفا وشتاءً دون انقطاع وبسعر المستهلك العادي بعد أن كانوا يدفعون رسوم استهلاك الكهرباء بمعدل ريال للكيلووات الواحد وبعد أن كانت الكهرباء تنقطع وقت الذروة ظهيرة صيف لآهب أو عند تساقط الأمطار وبذلك تحولت الخفجي من تجمع سكاني يستخدم الصفيح والخشب إلي مدينة مترامية الأطراف تتوفر بها كل مقومات الحياة الكريمة تزدان بالطرقات الحديثة المضاءة والأحياء السكنية الراقية وتوفرت شبكة توزيع مياه محلاة وصرف صحي وخدمات طبية وتمريضية متنوعة التخصصات إضافة إلي كورنيش جميل وزاد عدد سكان الخفجي من بضع آلاف إلي أكثر من ثمانين ألف نسمة يعيشون في ضل أمن وارف وطمأنينة وأصبحت NCC محفوظة في ذاكرة الرعيل الأول من سكان الخفجي وصفحة من تاريخ الخفجي الحديث وهذا ما لم يكن يعلم به السواد الأعظم من جيل اليوم الذي يعبر بين فينة وأخرى عن عدم رضاه عما تم انجازه حتى الآن رغم تطلع جميع سكان الخفجي لما هو أفضل مما تحقق وتحول ( عشيرق ) إلي حي من أحياء الحاضر الزاهر للخفجي محتفظا بذكريات ماضي كان جميلا بحلوهِ ومره بقي أن أقول أن ( سوق غلوم ) كان عبارة عن متجر أنشئ بالخفجي في حي ألــ NCC وكان يملكه شخص إيراني اسمه غلوم وقد رحل عن المنطقة فيما يقال بعد أن آلت إدارة الخفجي رسميا تحت الإدارة وتحت السيادة السعودية وأصبحت ضمن حدودها الرسمية بعد توقيع اتفاقية تقسيم المنطقة المحايدة بين المملكة ودولة الكويت في العام 1391 هـ 1971 م إلا أن اسمه بقي عالقا بذاكرة وذكريات قدماء الخفجي حتى اليوم .
[/JUSTIFY][/COLOR]
[/B]
[/SIZE]
[/FONT]
[COLOR=#FF3600]
* كاتب
** نُشر المقال بمجلة الرائدية بالعدد الثاني .
[/COLOR]