[FONT=Arial][SIZE=7][B][COLOR=#0033FF][CENTER]
المثقفون والأدباء بين الحطب والقطران [/CENTER] [/COLOR] [/B][/SIZE]
[/FONT]
[JUSTIFY][COLOR=#0F0F06][B][SIZE=5][FONT=Arial]
بقلم أ / عبدالله عسيري [COLOR=#FF3600]*
[/COLOR]
لم يكتف المنتجون عند حدٍ في دغدغة مشاعرنا , وابتكار وسائل التسويق لإثارة غريزة الشراء لدينا وصولا لتحقيق الهدف الأسمى وهو استنزاف جيوبنا , ومحاولتهم محاكاة العقول بشكل فاق قدرات دول في تسويق برامجها التنموية والاجتماعية وكسب ولاء شعوبها , وإلى عهد ما قبل اكتشاف النفط ، وفي مراحل النمو الأولى للمجتمع السعودي بعد النفط كان الأجداد والآباء يستخدمون الحطب والفحم كمصدر وحيد للطهي وكافة الاستخدامات المنزلية قبل أن تغزو أسواقنا مختلف صنوف وسائل الطهي , ولم يفاجئنا التسويق السياحي بالمتنزهات السياحية في أرجاء الوطن ولم يمنعنا من التوقف لاستذكار الماضي القريب وذلك لارتشاف فنجان شاي طُبخ على الجمر من خلال أكشاك تنتشر على جوانب الطرق , نرتشف الشاي بهدوء ويستمتع الكهول " أمثالي " باستعراض صفحات من تاريخ لم يعد له في حاضرنا سوى الذكريات " بعد أن من الله علينا وعلى بلادنا بخيرات وفيرة " , كما أنه لم يمنعنا من ممارسة طقوس الطهي باستخدام الحطب والفحم في نزهاتنا البرية , كما لم يفاجئنا إقبال الكثير من شباب اليوم على ممارسة شتى أنواع الطهي باستخدام طرق وأواني الآباء والأجداد في رحلاتهم واستراحاتهم , والتباهي بذلك وتوثيقه , فيما نقبل فرحين على مطاعم الأكلات الشعبية " عصيدة ومرق برمة عسير أو مغش جازان " وأكلات أخرى في طليعتها العريكة والمرسة التي تحول اسمها إلى " المعصوب ".
لكن المفاجأة لكهل وهنت عظامه ونخرت أسنانه عوامل التقدم في العمر , أن يتلقى هدية عبارة عن كيلوغرام من الشاي المنتج خصيصاً للشعب السعودي , ورغم قبولي بالهدية حباً في المُهدي , إلا أن مفاجأة وهول صدمة علمي بتكلفة سعر الهدية تلاشت حينما علمت من المُهدي " وهو صادق "بأنه وجد لدى البائع صنفاً من الشاي فاق ثمنه قدرته الشرائية , إذ يصل سعر الغرام الواحد منه ثمانية 8 ريالات بالتمام والكمال ويتجاوز سعر الكيلو غرام الواحد " علاها الله " ستة آلاف ريال 6.000 لا غير ولا تنقص منها ولا هللة واحدة , ليحتل سعر الغرام الواحد لهذا الصنف من الشاي المرتبة الثانية كأعلى سعر بالسوق السعودية بعد المجوهرات " حسب تقديراتي المتواضعة ".
الهدية كانت عبارة عن صنفين من الشاي المنتج خصيصاً للمستهلك السعودي , أحدهما بنكهة " الحطب " والصنف الآخر بنكهة " القطران " , ولو افترضنا أن أغلبنا كسعوديين استمتعنا بشرب الشاي المعمول على الحطب ولامست أدخنة السمر الشاي واكتسى نكهتها ,إلا أن قلة لم يسبق لهم تجربة شرب فنجان شاي بنكهة القطران مثلما ارتويت وتلذّذتُ بطعمه ولا زالت نكهته عالقة بذهني وملتصقة بذاكرتي , شاي القطران امتياز " ألمعي " فقد عمد " بعضنا " في حقبة زمنية ماضية في رجال ألمع عسير , على طلاء أواني حفظ الماء لحمايتها من الصدأ والتآكل باستخدام القطران لمن لا يملكون القدرة على شراء " قربة " أو أواني فخارية أو بلاستيكية , ولان رائحة القطران قوية ونفاذة فكان طعم ونكهة الماء يتأثران به , ونضطر لاستخدامه للشرب ونصنع منه الأكل والشاي والقهوة وكافة الاستخدامات المنزلية , وأذكر أن " عجائزنا " كنّ يعمدن بإكثار عصر الليمون للتخفيف من قوة نكهة القطران في الشاي، وفي أحيان أخرى يُضفن قليلا من القرفة أو الهيل , وهنا لا مجال للصينيين التباهي بابتكار شيء سبقناهم إليه بعقود .
أعود للشاي غالي الثمن , للقول " وعلى ذمة محدثي " أنه يحمل اسماَ تسويقياَ مغرياَ للغاية وقد أضطر " وأقصد شخصي المتواضع " وأشدد على " قد ولست بجازم " لجلب عشرة غرامات من هذا المنتج الغريب , لعمل إبريق شاي مخصوص لا يشاطرني فيه أحد , لأتمكن بعد ارتشاف فنجان واحد , من مقارعة ومنافسة أساتذتي الأفاضل الأديب الشاعر / محمد العبدلي و الأستاذ الأديب / عبد الله مهدي الشمري ، ومن يدري فقد أتفوق عليهما إذا تمكنت من ارتشاف فنجان إضافي من شاي ( الأدباء والمثقفين ) وهو الاسم التجاري لهذا الصنف الفريد من الشاي , بعد التيقن من المُصنّع والمستورد عن مدى فعاليته إذا كانت تلقيمة الإبريق مجانية , أو أن شرط الشراء كفيل بنتائج أفضل ، وإلى حين تحقيق رشفة من شاي الأدباء والمثقفين سأبقى على ذكريات شاي القطران لأستريح وأريح أساتذتي , وأتمنى أن لا يقاسماني ما قد يقع مستقبلاِ تحت يدي من هذا الصنف الفريد رغم عدم حاجتهما الفعلية إليه لاكتفائهما الذاتي , وربما يكون الأشقاء المصريون قد اكتشفوا شاي المثقفين والأدباء على يدي الفيشاوي " مثلما اكتشفنا برجال ألمع شاي القطران " , وكان يقدمه للرواد فاكتسب رواد مقهى الفيشاوي شهرة ثقافية وأدبية فاقت الأصقاع بفعل وتأثير نكهة الشاي الذي كان يقدمه لرواده .
[/FONT]
[COLOR=#FF3600]* كاتب [/COLOR]
[COLOR="Red"]ـــــــــــــــ مقالات أخرى للكاتب ــــــــــــــــ
[/COLOR]
[URL=http://www.alraidiah.com/articles.php?action=show&id=357]
المحافظ محافظ .
[/URL]
[URL=http://www.alraidiah.com/articles.php?action=show&id=340]
بكل شفافية .. وصفّوا النية
[/URL]
[URL=http://www.alraidiah.com/articles.php?action=show&id=325]
*( دعونا نحلم و نكمل طحننا )*
[/URL]
[URL=http://www.alraidiah.com/articles.php?action=show&id=316]
دم يُسكب على مذبح النقل المدرسي والبند " يعز علينا "
[/URL]
[URL=http://www.alraidiah.com/articles.php?action=show&id=299]
مهرجان " كلنا الخفجي " فخٌ سيُسِقط الصَفِيِّان ...
[/URL]
[/SIZE][/B][/COLOR][/JUSTIFY]