[FONT=Arial][SIZE=6][COLOR=#0F18C4][CENTER]
مهرجان " كلنا الخفجي " فخٌ سيُسِقط الصَفِيِّان ... [/CENTER][/COLOR] [/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial][SIZE=5][B][COLOR=#0A0A00][JUSTIFY]
بقلم : أ / عبدالله بن محمد عسيري [COLOR=#FF2600]*
[/COLOR]
نتفق على أن المهرجانات التي عمّت ارجاء الوطن من شماله الي جنوبه ومن شرقه الي غربه كانت نتاج دراسات وأبحاث قام بها متخصصين الغاية منها التعريف بالإرث الحضاري للمملكة وخلق اجواء ترفيهية للمواطنين والمقيمين وصولا لصناعة سياحة داخلية , وبغية توفير هدر مليارات الريالات في السياحة الخارجية للأسر السعودية , ونتفق الي ان تلك المهرجانات وعلى مختلف مسمياتها ومناسباتها وتنوع فعالياتها كانت انبثاق طبيعي للمهرجان الوطني للثقافة والفنون والتراث بالجنادرية بل اصبحت تلك المهرجانات تستنسخ نسخاً مصغّرةٌ من فعاليات مهرجان الجنادرية في احايين كثيرة مع قليل من التعديل حسبما يميله ظرف الزمان والمكان , ومهرجان الربيع بالخفجي المسمى "كلنا الخفجي " ليس ببعيد في فكرته ومضمونه عن التوجه العام لخدمة المجتمع المحيط به وسعى لتقديم برامج توعية ثقافية وترسيخ مبدأ الوطنية وبعضٌ من الترفيه البريئ وضرورة وجود التسويق كعامل جذب وتمويل , ورغم نجاح تجارب في مدن ومحافظات وحتى في بعض الهِجَر المجاورة لنا وهي أقل في امكانياتها , فوجئنا بتعثر نمو وتطور مهرجاننا " كلنا الخفجي " رغم ما يُعلن للملأ حينذاك عن توفر الدعم المادي والمعنوي , بل فُجِعنَا كمواطنين عندما رأينا مهرجاننا يترنح دونما ان نتمكن من اعادة له توازنه مما دفع البعض " وأنا منهم " للاعتقاد بأن المنظمين الاوائل ربما لم يتعاملوا معه بقدر ما يستحق من الاهتمام , بل قادتنا شياطين النفس الأمارة بالسوء للضن بأنهم عملوا بمبدأ الاستئثار بكل تفاصيل المهرجان واللهث وراء جني عوائده سواء كانت عوائد مادية او معنوية .
الصورة اليوم تبدو مختلفة تماماً , فمساحة معرفة القيمة الحضارية والثقافية للمهرجان اتسعت وأصبح حجم التفاؤل أكبر , والوعي بضرورة إقامة المهرجان أصبحت أكثر نضجاً , وتلوح في الأفق القريب تحركات حول اعادة انعاش مهرجاننا " كلنا الخفجي " وحينما اوكل سعادة محافظ الخفجي الاستاذ / خالد الصفيان .. مهمة انعاش المهرجان الي ( لجنة التنمية الاجتماعية الاهلية بالخفجي ) يبدوا انه راهن على مقومات النجاح التي تتوفر لدى اللجنة اكثر من أي جهة أخرى بالخفجي حاليا رغم عمرها القصير , وبصراحة أكثر يُسجل لمجلس ادارة اللجنة شجاعتهم بالتصدي والاضطلاع بمسئولية الاعداد والتنظيم للمهرجان وهم يدركون تمام الادراك ( ومتيقن من ذلك ) انهم كمن يراهن بمستقبله وسمعته وكمن " يضع البيض كله في سلّة واحدة " ادراكاً منهم بما يعنيه المهرجان لسكان الخفجي , وعطفاً على المعطيات المتداولة نستشعر وجود حماس متقد وجهد موصل للكمال بُدء العمل به , وخطت اللجنة اولى خطوات التواصل الجديّ لتوفير قاعدة مشاركة فعلية وعملية تتسع للجميع , مما يعطي مؤشرات مطمئنة الي اننا على بعد خطوات من نجاح مرتقب يُوقظ " كلنا الخفجي " من سباته , وينعش آمالنا في مضاهاة أقراننا بالمدن والقرى والهجر المجاورة بأن لدينا سواعد وقدرات وفكر ناضج قادر على صناعة الابداع وتطويع الصعاب اذا ما مُنح الفرصة وحظي على الدعم المادي والمساندة المعنوية , وها هي الفرصة متاحة امام الجميع لنتكاتف ونتعاون ونعلن قدرتنا على الانجاز , وان لا نقف متفرجين وأن لا نكون بين ناقد او ناقم او محبّطٌ للمعنويات او متصيد للأخطاء او معاول تؤل للفشل .
نعم لجنة التنمية الاجتماعية الاهلية بالخفجي رغم إمكاناتها المتواضعة , تمتلك كفاءات قادرة على التنظيم إلا أنها وبكل شفافية غير محصنّة ضد الفشل , ويثير بالنفس بهجة أن اولى الخطوات العملية للجنة التنمية تواصلها مع الاعلام والإعلاميين والانطلاق من خلالهم لكل فئات وشرائح المجتمع لخلق شراكة حقيقية يساهم من خلالها المجتمع في وضع استراتيجية المهرجان ويعطي الفرصة لمن يجد في نفسه الكفاءة والمقدرة في المساهمة بالإعداد واقتراح برامج يمكن تطبيقها بالمهرجان حاضراً او مستقبلاً او تطوير افكار قديمة .
شخصيا لا اجد اكثر من ترجمة نبض الشارع الذي يحلم بمهرجان بمفهومه الثقافي التراثي والأدبي المحتوي على الترفيه بدون ابتذال أو مبالغة وتقنين التسّوق وزيادة جرعات التشويق والإثارة , المجتمع يرغب بترسيخ مبدأ المواطنة الحقه وتنشيط الوازع الديني , شخصيا لا أحبذ ان يذهب المواطن والمقيم لمهرجان حضاري ثقافي ترفيهي متنوع الفعاليات ليجد نفسه فجأة في مركز لدعوة الجاليات , كما لا اتمنى مشاهدة متطوعين غير سعوديين يسرحون ويمرحون بساحات المهرجان لا تتجاوز مؤهلاتهم إطالة اللحية والثوب القصير , خاصة ممن يُنقل عن بعضهم مناصبتهم العداء لبلدهم والتحريض عليه في حلقاتهم ومجالسهم .
من المستحسن وهذا ليس بغائب حتما عن بعد نظر اعضاء اللجنة , تنويع المحاضرات والندوات والأمسيات الشعرية لتشتمل على مختلف مظاهر النهضة الشاملة للمملكة باستقطاب اختصاصيين في مجالات خدمة المجتمع والأسرة والأمومة والطفولة والثقافة والأدب والإعلام وكل مظاهر الحياة العامة لا ان نجد انفسنا اسرى الاستماع لمشايخ أصبحت اسماءهم مطروحة ومعروفة سلفا قبل كل منشط اجتماعي او دعوي , فالتكرار مدعاة للملل والتذمر , وموصل للنعت بالفشل , وهذا ما لا نتمناه لا للمهرجان ولا للجهة المنظمة التي نثق بأنهم مخلصين و انقيا , اما وان ظهر حال مهرجاننا المنتظر صادماً مخيّباً للآمال لا قدر الله ولم يتجاوز كونه امتداد للماضي البغيض وأحادي التوجه ويفرض أجندة وفكر محدد وعدم ظهور ملامح تغيير فعلي وعملي , فإنه والحال كذلك لن نتردد بأن ننعى مهرجاننا الي الأبد وسنقول حينئذٍ ان مهرجان كلنا الخفجي فخ يُسقط الصَفِيّان " ومفردها صفيُ , وجمعها اصفياء " ونعني المخلصين و الأ نقيا .
[/JUSTIFY]
[/COLOR]
[/B]
[/SIZE]
[/FONT][COLOR=undefined]
[COLOR=#FF1F00]* كاتب [/COLOR]