مدار الأفكار .. تكّريس القبليّة
بقلم / عبدالعزيز الفدغوش *
يقول الشاعر العربي :
أرى خلال الرماد وميض نار
وأخشى أن يكون لها ضرام
عندما أشرقت شمس الإسلام انتقل العرب من الفوضى والحروب إلى النظام والحضارة والوئام ، ومرت مئات من السنين بعد عهد النبوة وحكم الخلفاء الراشدين ، ظهرت فيها دول وزالت أخرى ، وانتشرت البدع وأخذ الضلال يتسلل إلى أجزاء كثيرة من شبه الجزيرة العربية لقلة علماء الدين ، وفي ضوء ذلك عادت القبلية والحروب من جديد ، وانتشرت الغزوات والسلب والنهب وساد العداء بين أبناء القبائل حتى تم توحيد أجزاء الجزيرة العربية بفضل الله ثم جهاد الملك عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله وطيب ثراه- الذي جاهد ليقيم شريعة الله ، ونتيجة لذلك ساد الأمن والاستقرار وعم نور الإسلام وقضى على الغزو والحروب القبلية، ولكن هاهي العصبية القبلية تعود وتطل برأسها وتندلع شرارتها الأولى من خلال البرامج التي تروج لشاعر القبيلة بهدف الربح المادي ، فالرسائل التي تعرضها بعض الفضائيات وقصائد الشعراء والاعلانات المنتشرة في الشوارع ومسيرات القبائل احتفاء بشعرائها وحديث أعضاء لجان التحكيم عن ميولهم وانحيازهم للشعراء من أبناء قبائلهم كل ذلك دليل على تكريس القبلية وعودتها بقالب عصري فلم يعد الاختيار للشعر الأجمل والأفضل بل لشاعر القبيلة الذي يسرد ويتغنى بأمجاد وأفعال درست وأبلاها الدهر، أو انها لم تحصل إلا بخيال الشاعر الحالم بدعم أبناء عشيرته وقبيلته حتى أن القصائد الوطنية والقومية أصبحت تقدم على استحياء .
عاد التعنصر في حديث القبايل
وعمّ الدجل والزيف والقال والقيل
زاد المهايط والبرامج وسايل
وعسى الولي بالنور يجلي دجى الليل
* مشرف عام لجان التميز للأدب الشعبي في الخليج ، عضو منظمة الصحافة العالمية